محور حكايات وأساطير - السنة 7 أساسي
محور حكايات وأساطير
محاور نصوص السنة السابعة أساسي
- شرح نص رأي الجازية في الرجال، عبد الرحمان قيقة.
- شرح نص نصيف، عبد الحميد بواريو.
- شرح نص الثعلبان والأسد، د. إحسان عبّاس.
- شرح نص في كهف التنين، فاروق محمد خورشيد.
- شرح نص منارة فريدة، ياقوت الحموي.
- شرح نص القمقم، عن ألف ليلة وليلة.
- شرح نص جسر على نهر درينا، إيفو أندريتش.
- شرح نص حصان طروادة، عن الألياذة لهوميروس.
- شرح نص تشانغ والقاضي الحكيم، ترجمة يوسف الشريف.
- شرح نص أوديب، توفيق الحكيم.
- شرح نص في المطحنة، أبوليوس.
- شرح نص طائر الفينيكس، ميخائيل نعيمة.
- شرح نص ديمترا، د. عماد حاتم.
أهداف محور حكايات وأساطير
1- التعرّف إلى نماذج متنوّعة من حكايات الشّعوب وأساطيرها.
2- استجلاء مظاهر الخيال في هذا اللون من القصّ.
3- الاستمتاع بهذا النوع من القصّ وأستفيد من مضامينه.
1- أتعرّف إلى نماذج متنوّعة من حكايات الشّعوب وأساطيرها:
- تختزل الحكايات والأساطير الذاكرة الشعبيّة للمجتمع الذي نشأتُ فيه، وتُعبّر عن درجة وعيه وطريقة تفكيره، فحكاية "نصيف" مثلا، تُعبّر عن الفكر الشعبيّ العربيّ، وذلك من خلال شخصيّة "الغول" أو "الغولة". فقد أبدعتها المخيّلة العربيّة وجعلتها وسيلة للرّدع وتقويم السّلوك. وإذا نظرنا في حكاية "المنارة الفريدة"، سنرى أنّها مستوحاة من صميم الفكر الفارسيّ، وهي تُفصح عن اعتقاد راسخ بأنّ العقل شرط للقوّة والنّصر، فبفضل ذكائه وحسن تدبيره نجا البنّاء من بطش الملك "سابور بن أرشير". أمّا أسطورة "جسر درينا" فهي تختزل المعتقد الغربيّ الذي يتألّم لآلام الآخرين ويُقدّس الرّوابط الإنسانيّة، والفتحتان الموجودتان على عمود الجسر اللّذان مكّنتا الأمّ من إرضاع ولديها المدفونين، تُعبرّان عن تعاطف المهندس مع الأمّ، وإشفاقه على التوأمين. أمّا "حصان طروادة" فهو طوق نجاة اليونانيين من سطوة الطّرواديين ورمز نصرهم، فكانت هذه الأسطورة تُعبّر عن إيمان اليونانيين بالقوّة والحكمة والحنكة العسكريّة.
2) أستجلي مظاهر الخيال في هذا اللون من القصّ:
- من وجوه الطّرافة في الحكاية الخياليّة انطواء شخصيّاتها على قدر كبير من العجيب، سواء كانت مُعرقلة أو مُساعدة. ففي حكاية "نصيف" مثلا، نجد شخصيّات ثانويّة مُعرقلة جعلها الرّاوي في هيئة غريبة مثل شخصيّة "الطائر الذي يغنّي فيرجّع ريشه غناءه" و"الثعبان ذي الرؤوس الخمسة" و"الجبلان اللّذان يرتطمان ببعضهما كلّ لحظة". ناهيك عن عفريت القمقم الضّخم المخلوق من دخان، والذي رجلاه في التراب ورأسه في السماء، إضافة إلى الثعلبان والأسد، وهي حيوانات أنطقها الرّاوي لتُعبّر عن مكنونات النفس البشريّة المُتردّدة بين الخير والشرّ.
- من الأحداث ما يرسّخ الطابع الخياليّ للحكاية أو الأسطورة، فالراوي يصوغ مضامين تُفارق المنطق والمعقول، ولا تًطابق الواقع والحقيقة، فيُضفي على حكايته مسحة من التّشويق والطّرافة. ومن هذه الأحداث مثلا إحراز "الهميسع" على كمّ هائل من الدرّ والياقوت بعد انتصاره على التنين، إضافة إلى تمكّن "أزدشير" وأتباعه من اصطياد عدد كبير من الوحوش وقطع حوافرها ليبني بها منارته الفريدة، وتمكّن باني هذا الصّرح الشاهق من الطّيران من على قمّة المنارة والنجاة من الموت. ولعلّ درجة الخيال تبلغ ذروتها مع المارد الذي حبسه سليمان الحكيم في القمقم طيلة أربع مائة سنة.
- يتحلّى أبطال الأسطورة بالطّيبة والشجاعة، ويتسلّحون بقوّة خارقة وذكاء وقّاد، يسمح لهم بتحطيم كلّ العراقيل التي تعترضهم والتغلّب على الجبابرة مهما سمت قدراتهم. ولعلّ هذا ما أحيي شخصيّة "زورو" النبيلة في ذاكرتنا وهو يُحارب الغطرسة والغدر والخيانة، ويُعلي قيم العفّة والفضيلة، وهو ما قرّب إلى نفوسنا أيضا شخصيّة الأمير الطيّب "أوليس" في حربه ضدّ أمير طروادة الشرير "باريس"، وجعلنا نتعاطف مع "صفّي ديمترا" آلهة الخصب، وهو يتعرّض إلى غدر الملك المغرور.
- يعتمد أبطال الأساطير عادة على قُوى أو أدوات أو مخلوقات خارقة تُساعدهم في صراعهم ضدّ الشرّ، وتمدّهم بقدرات خياليّة تحرسهم من الموت، وقد تكون هذه القوى مبعوثة بوحي إلاهيّ سماوي، مثل تلك "المركبة الأسطورية التي شدّت إليها الأفاعي المجنحات" والتي أمرتها الآلهة بالتحرّك ليقطع بها "تريبتوليوم" الأمصار ويُعلّم النّاس الزراعة. وقد تكون هذه القوى أيضا نتاجا لفكر إنسانيّ وصنع بشريّ، ومثال ذلك "حصان طروادة" الخشبي الضخم في ارتفاع أسوار المدينة والذي يجري على عجلات خشبيّة ضخمة"، والذي أوعز الأمير "أوليس" إلى جنوده بصنعه حتى يتخطّى حصون طروادة.
- يُواجه أبطال الأساطير القديمة كائنات أسطوريّة عجيبة تُثير إعجابنا واستغرابنا أحيانا، وقد تبثّ فينا الخوف والفزع والرعب أحيانا أخرى، إلاّ أنّها في كلّ الظروف تُضفي على الأسطورة التشويق والمتعة، إذ أنّها تتسبّب في عرقلة مسيرة البطل وتُضاعف ما يعترضه من خطورة. فها هو "أوديب" يُواجه وحشا مهولا "أسدا له وجه امرأة وله أجنحة كأجنحة النسر".
- تتردّد حكايات المسخ في عدد من الأساطير، وفيها يتحوّل الإنسان أو الحيوان إلى كائن آخر، وهذا بعض القصص بمثابة عقاب يُسلّط على الإنسان لأنّه لا يتحلّى بالقناعة والرّضى بما هو موجود، ويسعى إلى تحقيق مطامح قد تتجاوز ذاته وواقعه. ففي نصّ "المطحنة" يُمسخ الشاب "لوقيوس" حمارا يُشبعه أصحابه ضربا ويُدخلون إلى نفسه الفزع، وهو الذي أراد أن يكون عصفورا. وفي نصّ "ديمترا" تُحيل الآلهة الملك المغرور قطّا بريّا لأنّه شعر بالغيرة من "تريبوتوليم" وفي أسطورة "أراخنا" تُحوّل الآلهة صانعة النسيج المُتغطرسة عنكبوتا لأنّها تستعدي الآلهة.
- قد تكون مجموعة من الحيوانات الواقعيّة أو الأسطوريّة أحيانا، شخصيّة رئيسة في الأساطير والحكايات الشعبيّة القديمة، وقد يكون بعضها موصولا بمُعتقدات عدد من الشعوب وأديانهم، ومثال ذلك "طائر الفينيكس" الذي كان "طائرا لا شبيه له في كلّ الخليقة"، والذي خرّ له الكاهن مُسلّما في جلال واحترام. وقد تكون بعض الشخوص الحيوانيّة الأخرى موصولة بمواقف الشعوب من نظم الحكم، ومثال ذلك شخصيّة الأسد في قصّة "كليلة ودمنة" الذي كان رمزا للحاكم المندفع، والذي يفتقر إلى التروّي والحكمة.
- من مظاهر العجيب والخيال، أن تكون الآلهة أيضا، وخاصّة في الأساطير اليونانيّة، شخوصا رئيسة فاعلة، تُشارك الشخوص الإنسانيّة حياتها وأحداثها، بل وتكتسب أحيانا صفاتها وخصائصها، وهو ما يزيدها قربا من عالمنا، ويجعلنا نرى فيها حركتنا ومشاعرنا. فها هي "ديمترا العجيبة" تتجوّل بين البشر، وتصطفي لنفسها بعض الرجال، وتقتصّ من "لينخ" ومن ملك "فيسيليا". وها هي الآلهة أيضا تنحاز لبني جنسها، فتُساعد آلهة الجوع آلهة الخصب على عمليّة القصاص.
- تزول كلّ الحدود الفاصلة بين أجناس الكائنات في عدد من الأساطير، فتجد الآلهة والإنسان والحيوان والنبات يتقاسمون الأدوار على مسرح واحد وركح متّحد، فقد يُساعد بعضهم الآخر، وقد يُكنّ له الكره والبغض، وقد يتألّم هذا ويفرح ذاك، وفي كلّ ذلك تمتين للحبكة القصصيّة، وإضفاء للتشويق، ولكنّه تأكيد على أنّ الأساطير هي من وضع خيالنا، وفبركة عقولنا الخصبة. فشجرة البلّوط القديمة التي تقع في غابة الآلهة المقدّسة تحضن أصفياء الآلهة وتحميهم، ولكنّها عندما تُجتث "تئن أنّة حزينة وتنزّ من قشورها الدماء".
- حبَتْ الحكايات أيضا شخصياتها الخارقة، بالقدرة على مخاطبة الآلهة أو أرواح الأسلاف أو بعض الجنيّات، فيتدارسون معهم بعض مشاغل الدنيا، أو يطلبون منهم نصحا وعونا لتخطّي الصعوبات التي تعترضهم. ففي إحدى الأساطير الإفريقيّة يُخاطب "لابنجو" زعيم قبيلة "الليو" الأسلاف، وكأنّهم معه في الكوخ، ويطلب حلاّ للحصول على المطر. وفي نصّ "جسر على نهر الدرينا" "يرتفع صوت من الأمواه ينصح المهندس أن يجيء بتوأمين رضيعين، وأن يدفنها في جدران أعمدة الجسر" حتى يتمّ البناء.
3) أستمتع بهذا النوع من القصّ وأستفيد من مضامينه:
- احتلّت الأساطير مكانة دافئة في نفسي، واقتربت من أهوائي وميولاتي، ذلك أنّها كانت وفيّة في الغالب لقيم الخير، صائنة لمعاني راقية، تُردّد صداها منذ الأزل. فهي تُمجّد الشجاعة والعقل والحكمة، والمروءة والوفاء والتواضع، والرحمة ومساعدة المستضعفين، وهي تُدين في المقابل الجبن والجشع والغطرسة والغدر والقسوة. وكلّ ذلك كان سببا من أسباب حياتها بين أفراد المجتمع، ورسوخها في ذاكرة أغلب الشعوب.
- أقبلُ على مطالعة الحكايات والأساطير لما لها من أثر بالغ في نفسي، فهي تمتّعني وتجعلني أسبح في عالم خيالي رحب لا حدود فيه للزمان أو المكان، فأتخيّل نفسي بطلا مُنتصرا تارة، ومنهزما تارة أخرى، أُصارع أعداء لا وجود لهم في الواقع، فأُحقّق العدل وأنشر السلام والحبّ. فمثل هذه الحكايات تُمكّنني من تحقيق ما أعجز عن تحقيقه في الواقع، إضافة إلى ذلك، مثل هذه الحكايات ترفع عنّي الملل، وتشغل أوقات فراغي بما هو مُسلّ ونافع، وتحثّني على تكثيف المطالعة المفيدة.
- هذه الحكايات والأساطير مُكتنزة بالعبر التي تجني من ورائها منافع أخلاقيّة لا تحصى ولا تعدّ، فهي تُوجّه سلوكنا وتربّينا على القيم والأخلاق النبيلة. فحكاية "الجازية الهلاليّة" مثلا، تحثّ القارئ على التحلّي بجملة من الخصال حتّى يُحضى بمنزلة رفيعة بين الناس، حيّا كان أو ميّتا، فالذي يُكرم الضّيف ويجود بما لديه في أيّام الجدب والجوع، ومن كان خفيف الظلّ فصيحا ينال حقّه وحقّ الآخرين بيمينه. وقد لقيتْ أقوالها صدى في نفوس رجال القضاء لوجاهة رأيها، فبرّؤوها وندموا على اتّهامهم الباطل لها" "انتهى الكلام وافترق الناس وكانوا جميعا نادمين على ما فرّط منهم في اتّهام الجازية بنت بو علي". "عبد الرحمان قيقة". أمّا" "نصيف" فقد جعله الرّاوي رمزا للتّسامح والعفو عند المقدرة، فرغم كُره إخوته له، إلاّ أنّه لم يتوان عن مساعدتهم وإنقاذهم من براثن الموت أثناء بحثهم عن الطائر السحري، فقد أنقذهم من الغرق ليلة أن فاض النهر وهم نيام، ثم خلّصهم من سمّ "الثعبان ذي الرؤوس الخمسة"، ومن براثن الغول ثمّ الساحرة.
- تُثيرني بعض الحكايات الخياليّة بذكاء أبطالها وحكمتهم، فأعتبر بمُغامراتهم، وأسعى إلى التحلّي بنفس خصالهم، فأُحسن التفكير وأتدبّر الأمور قبل تنفيذها، وبهذا أجني من هذه المُطالعات منافع عقليّة جمّة، فحكاية "الثعلبان والأسد" مثلا، تُلمّح إلى أنّ الانتصار على الشرّ لا يكون بالقوّة العضليّة في كلّ الحالات، بل بالفطنة والذّكاء أيضا، فحيلة الثعلب قد انطلت على الأسد الجائع، إذ تفطّن إلى طمع الأسد، وطلب منه أن يُمهله حتى يجلب أغنامه من الحقل المجاور، ففرّ هاربا هو وصديقه، وهكذا سلم من شرّ ملك الغابة.
- تحتضن عدّة أساطير طموحات العقل الإنسانيّ، وتُمثّل وعاء لأحلامه العظمى التي قد تتجاوز ذاته وقدراته وواقعه، فهو يرغب في معرفة تُضاهي معرفة كلّ الكائنات، ولا يتوانى في اقتحام المجهول، وخوض كلّ المغامرات لتحقيق هذه الغاية. ومن أجل ذلك طلب الشاب "لوقيوس" من الساحرة أن تُحوّله إلى عصفور، ومن أجل ذلك أيضا أقدم "السندباد البحري" أكثر من مرّة على رحلاته نحو عوالم غير معروفة.
- تزخر الحكايا الشعبيّة، والقصص الأسطوريّة، بالألغاز والأحجيات، ولئن كانت الغاية الظاهرة منها تعجيز الأبطال في البداية، وإضفاء حبكة قصصيّة على الأسطورة، فإنّ هذه الألغاز في النهاية ترشّح بالعبر والدروس، وتضطلع بوظيفة تعليميّة قيّمة. ولنا في مثال نصّ "أوديب" خير دليل على ذلك. فعجز أغلب الناس عن معرفة حلّ اللّغز دليل على أنّ الإنسان لا ينظر إلى باطن نفسه ولا يعرف حقيقته ولا يفهم كنهه.
- تُمتّعنا بعض الحكايات الشعبيّة بالإضحاك والإبهار، فتزخر فيها المُفارقات المضحكة، والسلوكات الشاذّة، والأقوال الطريفة، لكنّها عادة ما تكون غير مقصودة لذاتها، فبين طيّات الهزل عبر مخبوءة، وفي ثنايا الضحك حكم ومواعظ. فليس أعقل من القاضي وهو يُغرم الحاضرين في قاعة المحكمة في حكاية "تشانغ والقاضي الحكيم" بسبب ضحكهم، وليس أذكى وأكثر حكمة من حيلته الطريفة لاكتشاف سارق الثوم.
- قد تبدو بعض قصص البناء والإعمار أو غيرها من أنواع الأساطير، سببا من أسباب الظلم والقسوة والموت، لكن تلك القيم بعيدة عن أهداف الأسطورة الحقيقيّة التي تتوهّج بالمعاني الإنسانيّة العميقة، وتلهج بقيم الخير والمحبّة، وترفض كلّ أصناف الظلم والشرّ، ولعلّ "جسر الدرينا" الذي شيّدت أعمدته على وأد الرضيعين "ستويا واستويا"، وعلى بؤس أمّهما وشقائها، والذي أصبح اليوم رمزا للحنان، ودفقا لا حدّ له من الأمومة والعطاء، خير دليل على ذلك.
- يرتبط عدد من الأساطير القديمة، بتشييد بعض المعالم التاريخيّة، والروائع المعماريّة التي تزخر بها مناطق مختلفة من العالم، والتي مثّلت إعجازا فنيّا ضعفت قدرة الإنسان عن إدراكه خاصّة في فترة قديمة من التاريخ البشري، فالجسر العظيم الذي شيّد على نهر "درينا" في يوغسلافيا، شهد عددا من الأقاصيص والأساطير التي تختلط فيها الحقيقة بالحلم اختلاطا عجيبا وثيقا، وكذلك تأسيس مدينة قرطاج بالاعتماد على جلد الثور أثار حيرة أجيال مُتعاقبة وأثار استغرابهم.
ليست هناك تعليقات: