السنة السابعة أساسي

[محاور نصوص السنة السابعة أساسي][twocolumns]

السنة الثامنة أساسي

[محاور نصوص السنة الثامنة أساسي][twocolumns]

السنة التاسعة أساسي

[محاور نصوص السنة التاسعة أساسي][twocolumns]

آخر المواضيع

لتتمكّن من مشاهدة أقسام الموقع عليك بالنقر على (الصفحة الرئيسة) أعلاه


محور من شواغل عالمنا المعاصر - السنة 9 أساسي


محور من شواغل عالمنا المعاصر

محور من شواغل عالمنا المعاصر

محاور نصوص السنة التاسعة أساسي

  • شرح نص الضغط النفسيّ، عبد الستار إبراهيم.
  • شرح نص الانتحار البطيء، خديجة الصدر.
  • شرح نص تجارة القراطيس الصغيرة، عبد الواحد إبراهيم.
  • شرح نص المقامرون، محمود عوض.
  • شرح نص الإنسان عنيف بطبعه، أحمد أمين.
  • شرح نص الشباب التائه، مارون عبّود.
  • شرح نص أطفال الشوارع، محمد محمود العطار.
  • شرح نص الثوم على الجبين، الطاهر الخميري.
  • شرح نص أخي، ميخائيل نعيمة.
  • شرح نص الفقر والعولمة، د. الطيّب البكوش.
  • شرح نص الجوع صناعة بشريّة، فرانسيس مور وجوزيف كونز.
  • شرح نص داء بلا دواء، العربي العلمي.
  • شرح نص زلزال اليابان، جميل صدقي الزهاوي.
  • شرح نص الطفل والتلفزة، مجلّة الشاهد.
  • شرح نص مجتمع الصورة، المنجي الزيدي.
  • شرح نص زمن الأجهزة، جميلة الماجري.
  • شرح نص تضامن، طه حسين.
  • شرح نص لنتبرّع، جارك أحمد.


أهداف محور من شواغل عالمنا المعاصر

1- تبيّن بعض الأخطار والآفات التي تهدّد الشابّ خاصّة، والإنسان عامّة.
2- إدراك بعض المشاكل والأخطار التي تُعاني منها البشريّة.
3- إدراك الحاجة إلى التعايش والتضامن بين البشر لمجابهة هذه المخاطر.

الإدمان:

يعرف الإدمان بأنّه شعور المدمن بالرغبة القهريّة في تناول مادّة ما، واضطراره لزيادة الجرعة المتناولة باستمرار، أو القيام بعمل يحلم من خلاله بإشباع رغبة جامحة في أعماقه لتحقيق حلم، والولوج إلى عالم ساحر مشعّ ثراء نفسيًا ومادّيّا، وإن لم يتناول المدمن تلك المادّة أو لم يقم بذلك العمل، فهو سيعاني عدّة آلام جسديّة ونفسيّة.
وهناك أنواع عديدة للإدمان:
أ- الإدمان على التدخين.
ب- الإدمان على المخدّرات.
ج- الإدمان على القمار.
د- الإدمان على التلفاز/الهاتف الأنترنت.

أسباب الإدمان:

إنّ أسباب الإدمان تكاد تكون واحدة، وتقوم على:
  • مخالطة أصحاب السوء.
  • الرغبة في إثبات الرجولة.
  • المشاكل النفسية والأسريّة.
  • الرغبة في تحصيل الثراء السريع في وقت وجيز.
  • إهمال الأسرة للطفل فيهرع إلى التلفاز والأنترنت بحثا عن الدفء.
  • الدور السلبي لوسائل الإعلام التي تظهر بعض النجوم والمسلسلات وهم يستمتعون بالسجائر باهظة الثمن، فيُصبح التدخين مظهرا من مظاهر الثراء والإبداع.

1- تبيّن بعض الأخطار والآفات التي تهدّد الشابّ خاصّة، والإنسان عامّة:

لقد حاول الإنسان جاهدا أن يُثبت ذاته ووجوده بالفعل والعمل للسيطرة على الطبيعة، فحقّق نتائج علميّة باهرة، ورُقيًا مادّيّا على جميع الأصعدة، لكنّ ما حقّقه لم يُواكبه رقيّ معنويّ قيميّ. وهذا ما أوقع بالإنسان في العديد من الشرور والآفات، منها ما يُهدّد البشريّة كالجوع والحروب والكوارث الطبيعيّة، ومنها ما يُهدّد الفرد كالإدمان والنفاق والجنوح...:

مخاطر الإدمان:

أ) مخاطر الإدمان على التدخين:

* صحّيا:
- لقد عدّ التدخين آفة تُهدّد الإنسان وتقوده إلى حتفه، لأنّه يضرّ بالصحّة، ويتسبّب في سرطان الرئة والفم والشفتين والحنجرة.
- التدخين انتحار بطيء، فقد أثبتت البحوث الطبيّة أنّ زمن معدّل حياة المدخّن يقلّ عشر سنوات من غير المدخّن.
- المدخّن لا يضرّ بنفسه فقط، بل يضرّ بمن حوله، والمتواجدين داخل فضاءات ملوّثة بدخان التبغ حتى وإن كانوا غير مدخنين، فهم معرّضون لأضرار ما يسمّى بالتدخين السلبي أو اللاّإرادي. 
۔ غالبا ما تكون أجنّة النساء المدخّنات الحوامل عرضة للتشوّهات.

* نفسيّا:
المدمن على التدخين، يُصبح مسلوب الإرادة، ويُريق ماء وجهه من أجل اقتراض سيجارة. تقول "خديجة الصدر" عن التدخين "إنّه بارد الوجه لأنّه يدفع المدخّن إلى طلب السيجارة حيث الحاجة إليها، ممن يعرف ومن لا يعرف، بينما يستحي أن يطلب طعاما وهو جائع ممّن لا يعرف"

* ماديّا واجتماعيّا: 
- يُكلّف التدخين المدخّن مبالغ ماليّة باهظة، كان من الأولى أن يستفيد هو بها، وتستفيد بها أفراد عائلته.
- التدخين سبب في توتّر العلاقة بين المدخّن وأسرته، وبين المدخّن ومن يُشاطره الفضاءات العامّة.
- قد تفقد الأسرة عائلها وسندها بسبب إدمانه على التدخين، فتواجه عدّة مشاكل ماديّة ومعنويّة.

ب- مخاطر الإدمان على المخدّرات:

* صحيّا:
تُؤدّي المخدّرات إلى التهاب الأعصاب كالعصب البصري، والتهاب في البلعوم، وسرطان المريء، كما تتسبّب في عدم انتظام دقّات القلب، وارتفاع ضغط الدم.

* نفسيّا:
  • يُؤدّى الإدمان على المخدّرات، إلى فقدان إرادة المقاومة، مع العزلة التي يّمكن أن يعيشها المدمن مع استعباد المادّة له، فيُصبح مسلوب الحريّة، ويُصبح مفعولا به لا فاعلا في الوجود، مع الهروب من المواجهة الحقيقيّة للمشاكل التي يسبّبها الإدمان.
  • الإدمان على المخدّرات يُشيع في النفس الشعور بالاضطهاد والكآبة والتوتر العصبيّ.

* اجتماعيّا:
المدمن هو فاقد القدرة على التكيّف الاجتماعي، والتفاعل مع المحيط تماما، فينطوي على ذاته فاقد حيويّته الاتصاليّة مع عائلته، منعزلا عن الناس وعن العالم.

* اقتصاديّا:
هناك خسائر اقتصاديّة تنجرّ عن الوفاة المبكّرة للمدمن، وبالتالي تشريد العائلات إضافة إلى أيام العمل الضائعة، فالمدمن على المخدّرات يبذر مالا فيما لا ينفع، فهو كالكيان الثلجي يذوب تدريجيّا ولكن بنسق سريع.

ج) مخاطر الإدمان على القمار:

* نفسيّا:
  • الإحساس بالخوف الدائم من الإفلاس وضياع الأموال.
  • فقدان إرادة المقاومة أمام مغناطيس القمار.
يقول "محمود عوض" عن القمار: "إنّ المغناطيس هذا قويّ وسائر بدرجة مدهشة، فلو حدثت كارثة أو ألقيت قنبلة فإنّ أحدا لن يبعد عينه عن المغناطيس." ويقول "أحمد أمين": "أما ذكر الأوّلون أنّ القمار مفسدة باللّيل وغمّ بالنهار؟"

* ماديّا:
يُؤدي القمار إلى الإفلاس، فهو يُفقر الجيوب، ويُؤدّي إلى اقتراض القروض ورهن الحليّ.

* اجتماعيّا:
  • إهمال الأسرة والانشغال بالقمار
  • توتّر علاقته بالمحيطين به
  • جنوح الأبناء وفقدان الإحساس بالأمان.

د) مخاطر على التلفزة والهاتف والانترنت:

* نفسيّا:
  • تراكم المعلومات يولّد ضغوطا نفسيّة وعصبيّة.
  • خلق سلوك انعزاليّ للمتلقيّ.
  • تزييف الوعي بالواقع المعيش، والظنّ أنّ وسائل الإعلام يُمكنها أن تعوّض الأسرة في التنشئة السليمة للطفل.
  • يكون المدمن على وسائل الإعلام، مسلوب الإرادة أمام البرامج التي لا يختارها بل هي مفروضة عليه.

* اجتماعيّا سلوكيّا:
  • إضعاف الروابط العائلية: إذ تُقلّص اجتماع أفراد الأسرة والأطفال والجيران.
  • إهمال الواجبات المدرسيّة.
  • نشر سلوكات سيّئة مثل العنف.
  • تزيد في نسبة البطالة.
  • الفهم الخاطئ للحريّة.
  • سوء استغلال أوقات الفراغ.
  • الانقطاع المبكّر عن التعليم.

* ثقافيّا:
  • بعض البرامج والأفلام التي تعرضها وسائل الإعلام، والتي تعرّض الجانحين في صور مثيرة مغريّة فيرغب المتلقّي في الانعتاق من قيود الأسرة له لمحاكاتهم.

عواقب الإدمان:

أ- على مستوى الفرد:
  • ما يكون عليه الجانح من استهتار يشوّه سمعته، ولا يجلب له الاحترام والتقدير، فينفر منه المحيطون.
  • عقوبة السجن لأنّ الجانح يقوم بأعمال غير شرعيّة أو قانونيّة.
  • أخطار جسديّة تتمثل في تشوّهات كالجروح والندوب التي تغطي وجوه الجانحين. 

ب- على مستوى المجتمع:
  • انعدام الأمن وارتفاع مستوى الجريمة.
  • الانحراف والفساد الأخلاقيّ.
  • رفض المجتمع لهؤلاء الجانحين واحتقارهم.
  • استغلال العصابات لهم وتوظيفهم.

الحلول / الوقاية من الإدمان:

لتفادي هذه الظاهرة وجب:
  • احتضان هؤلاء الجانحين قبل وقوعهم في الإجرام بالمساعدة الماديّة ومعنويّة.
  • إحاطة الأبناء في الأسرة بالرعاية والدفء.
  • منح هؤلاء الأطفال حقّ التعلّم.
  • إنشاء النوادي والجمعيات الرياضيّة والأدبيّة والعلميةّ التي تقي الشباب من الوقوع في الخطأ.
  • تقديم مادّة إعلاميّة تسمو بأخلاق النّاشئة.

إذن يُعد الإدمان على اختلاف أنواعه شاغلا من شواغل الإنسان المعاصر لما يسبّبه من شرور، تضرّ بالفرد والمجتمع، ويُمكن معالجة هذه الآفة بـ:
  • التسلّح بالإرادة والعزيمة والأمل للإقلاع عن الإدمان.
  • دور الأسرة في تحسيس الأبناء بالدفء الأسريّ والامتلاء العاطفيّ وإشعارهم بالحماية بالإنصات إليهم وخلق فضاء حوار معهم.
  • دور المدرسة في توعيّة التلاميذ وتحذيرهم من الوقوع في مثل هذه الممارسات السلبيّة.
  • دور الإعلام في نشر مادّة إعلاميّة تُساعد على بناء الطفل سلوكيّا وذهنيّا.
 

2- إدراك بعض المشاكل والأخطار التي تُعاني منها البشريّة:

1-2- الفقر والمجاعات:

إنّ الفقر آفة تفتك بالبشريّة منذ أقدم العصور، وهي اليوم تهدّد سكان العالم بما في ذلك الدول الغنيّة. ففي الولايات المتحدة الأمريكيّة مثلا، يبلغ عدد الفقراء أكثر من 35 مليون فقير، كما أنّ تقارير الأمم المتحدة كشفت أنّه رغم امتلاك البشر للتكنولوجيّا التي تكفل عدم وجود جوعى على الأرض، ورغم ما أعدّته منظمة الأغذيّة والزّراعة من أنّ كوكبنا ينتج كميّات كافية من الغذاء لإطعام ضعف عدد سكانه، فإنّ مذبحة الجوع تتفاقم سنة بعد سنة في عالم اليوم.

أ) أسباب الفقر والمجاعات:
  • هناك من يرجع ظاهرة الفقر إلى ندرة الموارد أو انعدامها أحيانا.
  • الجوع صناعة بشريّة، فهو موجود مع الوفرة لا الندرة.
  • غياب التوزيع العادل للثروات، واتساع الهوّة بين البلدان الغنيّة والبلدان الفقيرة. يقول "منديلا": "الفقر هو الوجه الحديث للعبوديّة".
  • سيطرة كبار الملاك على الأراضي الزراعيّة، وذلك للتباهي بزراعتها، وإذا زرعوها يزرعونها زراعات مترفة، تقول "فرانسيس مور" في ذلك: "ففي أمريكا الوسطى حيث تبلغ نسبة الأطفال سيّئي التغذية 80% غالبا، يُخصّص نصف الأراضي الزراعيّة ودائما أفضلها لإنتاج محاصيل لتلبية حاجات النخبة".
  • قد ينتج الفقر أيضا عن الكوارث الطبيعية والحروب.

ب) نتائج الفقر والمجاعات:
  • الفقر سبب للجهل، وتهتّك الأخلاق، والارتماء في أحضان الجريمة، والانحراف والجنوح.

2-2- النفاق الاجتماعيّ:

يُعدّ النّفاق من أخطر السلوكيات التي لا تبعث على الثقة. وقد انتشرت مظاهر النفاق في المجتمع، فظهر التستّر بالدين لتحقيق مآرب ماديّة أو ذاتيّة، فينساق الناس وراء تصديقهم باحثين عن بصيص أمل ولو كان بالخداع والنفاق.
 
* أسباب النفاق الاجتماعيّ:
لهذه الظاهرة أسباب عديدة أهمّها:
  • سبب نفسيّ يتمثّل في الرغبة في الظهور والبروز للفت انتباه الآخر. 
  • تلقي المنافق لتربية تقوم أساسا على النفاق والكذب والرياء.
  • قدرات عقليّة وذهنيّة محدودة.

* نتائج النفاق الاجتماعيّ:
  • من يسعى إلى إحراز المكانة بين الناس بالخداع والنميمة، كمن يبذر الرياح فيجني العواصف. يقول "أحمد محرم": "وأرى النّفاق من الشعوب سجيّة *** يعيا بمعضل دائها الحذاق".
  • مثل هذا السلوك، يُدمّر أخلاق المجتمع وقيمه، ويُعرقل التواصل لانعدام الثقة بين أفراده.
  • يُثير المنافق سخريّة المحيطين به واحتقارهم له.
  • يُؤدي النفاق إلى فساد العلاقات بين الأفراد وإثارة الضغائن وخلق النزاعات والخصومات. 

3-2- الجنوح / الانحراف:

الجنوح هو مغادرة الطفل والمراهق: لمؤسّسة الأسرة، وعيش حياة التسكّع والتشرّد على هامش المجتمع.

* أسباب الجنوح / الانحراف: 
أسباب هذه الظاهرة متعدّدة ومعقّدة:

أ - أسباب اجتماعيّة:
  • الفقر: فهو يعني الحرمان وعدم تحقيق الرغبات وهو مظهر التناقضات الاجتماعيّة، والمشاكل البيئيّة، ويمنع من تحقيق الرغبات، ويحول دون قضاء الحاجات، فيدفع إلى الكذب والسرقة والجنوح. 
  • فساد الأجواء العائليّة (عائلة مفكّكة: خصام الوالدين - الوالد سكير - الوالد يتعاطى المخدّرات - الأمّ مهملة لأطفالها...).

ب- أسباب نفسيّة:
  • الإحساس بالفشل الدراسيّ أو المهنيّ أو الاجتماعيّ.
  • العجز عن فرض الذات بطريقة سليمة.
  • حدّة المزاج، ورفض نصائح ذوي الخبرة بالحياة.
  • ضعف الشخصيّة.

* الحلول:
  • التوزيع العادل للثروات.
  • دعم الأخوّة الإنسانيّة، والابتعاد عن الأنانيّة وحبّ السيطرة.
  • ضرورة التضامن مع هؤلاء الجياع، وذلك بحلول جذريّة كخلق مشاريع للاستفادة منها، والقضاء على الجوع.
 

4-2- العنف:

العنف مظهر من مظاهر التوتّر والغضب، فالإنسان العنيف يستجيب حتما إلى الغريزة الفطريّة الدونيّة فيه، والتي تقوم على التنكيل بالذات البشريّة. وقد نجد لها تفسيرا عند الإنسان البدائي الذي صنع الأسلحة الحجريّة فكان: "الإنسان عنيفا بطبعه ومحاربا بطبعه." لكن من المفروض أن يكون الإنسان المعاصر قد هذّب هذه الغريزة بالعقل، ولكنّ الملاحظ أنّ العنف في عصرنا قد اتّخذ عدّة أشكال:
  • عنف لفظيّ: شتائم / كلمات سوقيّة نابية.
  • عنف ماديّ، ضرب / لكم...
  • عنف سلوكيّ: احتقار الآخر/ فرض الرأي وقمع فكري / الاعتداء على الآخر.
  • عنف ثقافي من خلال ما تعرضه وسائل الإعلام، من برامج تُكرّس ظاهرة العنف...
  • عنف ضد الذات: بتعذيبها وتعنيفها وتحميلها مسؤوليّة الخطأ أو الفشل (المازوشية).

* أسباب العنف:
أ- أسباب ثقافيّة:
  • بعض البرامج التلفزيّة تُروّج لثقافة العنف، فيقع الأطفال فريسة بسبب تقصير الآباء في توجيههم والاهتمام بهم. ويُصبح الطفل مزاجيّ السلوك عنيفا لأنّه تربّى على المشاهد العنيفة.
 
ب- أسباب نفسيّة:
  • حبّ بعض الناس للبروز ولفت الانتباه إليهم فيلبّون بالعنف حاجو نفسيّة ورغبة ملحّة في البروز.
  • الإحساس بالفشل والعجز في الدراسة أو العمل. 
  • الإحساس بالاضطهاد أو الاحتقار.

فالعنف إذن ظاهرة سلوكيّة عدوانيّة مزاجيّة، تضرّ بالفرد كما تضرّ بالمجموعة. ولعلّ أهمّ مظهر من مظاهر العنف هو الحرب. وهي من أكثر الظواهر الاجتماعيّة لفتا للأنظار، لهذا شغلت الإنسان قديما وحديثا إلى درجة أنّ التاريخ يضبط من خلال الحروب. ممّا يدفع إلى الاعتقاد بأن الحياة تقوم على الصراع، وهي تكرّس العنف من خلال أسبابها وآثارها:
 أمّا أسبابها:
  • فقد تكون سياسيّة ناتجة عن الاختلاف بين سياسات الدول والمجموعات، فيفرز ذلك حربا مثل تلك التي حصلت بين الكوريتين، والحرب بين الهند والباكستان.
  • أو اقتصاديّة حيث تتشابك المصالح الاقتصاديّة، ورغبة البعض في الاستحواذ على ثروات الآخرين الطبيعيّة، كحرب الخليج التي كان دافعها الأساسي النفط.
  • أو ذاتيّة بالرغبة في السيطرة، حينها تصبح الحرب غريزة إنسانيّة عدوانيّة متأصّلة في الإنسان.

وأمّا آثارها، فالحرب كارثة لما تخلّفه من دمار. يقول "أبو القاسم الشابي": "فهل الحروب سوى وحشيّة نهضت *** في أنفس الناس فانقادت لها الدول".

* آثار الحروب على مستوى الفرد:
- آثار ماديًّة:
إعاقة / أموات / تشويه / إبادة مثال ذلك ما أصاب سكان كمبوديا، بسبب الألغام المزروعة وما عاشه المسلمون في البوسنة من قتل جماعي الخ...

- آثار نفسيّة:
  • الإصابة بعقدة الخوف والهلع فبعض الذين حاربوا في الفيتنام من الأمريكيين يعالجون في مصحّات نفسيّة لهول ما رأوا في الحرب، إلى جانب الإصابة بمرض الاكتئاب المؤدّي إلى الانتحار أحيانا. ويقول مثل بولوني: "عندما تبدأ الحرب يفتح الجحيم أبوابه".

* آثار الحروب على مستوى الأسرة:
  • تشرّد الأسر / المرض / الموت / اليتم / الفقر...

* آثار الحروب على مستوى المجتمع:
  • تهدّم البنى التحتيّة كالمنشآت الاقتصاديّة والبناءات السكنيّة / إتلاف المحاصيل الزراعيّة.
  • خسائر في الأرواح، وخسائر في الأطباء والعلماء والإطارات.
  • يثقل كاهل المجتمع بكثرة المعاقين والأرامل.
  • في الحروب يقع انتهاك كلّ المحرّمات فتنهار القيم النبيلة ويحلّ محلها العنف والعدوانيّة.
  • أثناء الحروب تطمس بعض الحضارات بتدمير الآثار مثلما هو الحال في العراق. 

لهذا فالحرب كارثة من الكوارث البشريّة التي لا يُمكن حلّها إلاّ برغبة الإنسان في التعايش السلمي، ورفض كلّ مظاهر التنكيل والعنف. يقول "ميخائيل نعيمة" في قصيدته: 
"أخي قد تمّ ما لو لم نشأه نحن ما تمّ *** وقد تمّ البلاء ولو أردنا نحن ما عمّ".
فالإنسان بذلك هو القادر على وضع حدّ لما اقترفت يداه، بالجنوح إلى السلم. وكما يقول "غاندي": "يجب على البشريّة أن تضع حدّا للحروب قبل أن تضع الحروب حدّا للبشريّة". وهذا يكون بـ:
  • التشجيع على السلام بإسناد بعض الجوائز للدول المسالمة.
  • منع السباق نحو التسلّح.
  • الوقوف في وجه غطرسة بعض الشعوب ورغبتها في السيطرة على العالم.

5-2- الكوارث الطبيعيّة:

باتت الكوارث الطبيعيّة تُهدّد عالمنا المعاصر، لما تُحدثه من آثار سلبيّة في الطبيعيّة والبشر. وهي أنواع: زلازل / فيضانات / أعاصير / تصحّر / انجراف...
* أسباب الكوارث الطبيعيّة:
أسباب طبيعيّة:
تنجم عن نشاط طبيعيّ جيوفيزيائي لا دخل للإنسان فيه. يقول الشاعر "جميل صدقي الزهراوي": 
"إنّ الطبيعة لا تُسالم أهلها *** بكلّ أرض أو بكلّ زمان
ولقد يُريك الدهر في حدثانه *** ما للطبيعة فيه من سلطان"
ويقول "ميخائيل نعيمة": "ها هي الطبيعة لا تنفكّ تذكر الإنسان من حين إلى حين أنّها ما برحت سيدة الميدان".

أسباب بشريّة:
تتمثّل في إضرار الإنسان المعاصر بالطبيعة:
  • التلوّث بمختلف أنواعه والذي نتج عنه الاحتباس الحراريّ.
  • الاستغلال المفرط للموارد الطبيعيّة.
  • الزحف العمراني ومساهمته في القضاء على الغطاء النباتي.
  • جشع الإنسان وأنانيته.

* نتائج الكوارث الطبيعيّة:
يقول "جميل صدقي الزهاوي" في قصيدته "زلازل في اليابان":
"عرت البلاد زلازل فتقوّضت *** فيها بهنّ منازل ومغاني
سل من ألمّ بها يقيس خرابها *** ماذا يرى فيها من العمران
تبكي العيون على عفاء ربوعها *** ومصادع الفتيات والفتيان".

الكوارث إذن تدمّر البنى التحتية: منازل / مستشفيات / طرقات فما بناه الإنسان في قرون تدمره الطبيعة في ثوان.
  • انتشار الفقر والمجاعة.
  • انتشار البطالة.
  • انتشار الأوبئة والأمراض.
  • فقدان الأمل وانتشار اليأس والهلع والخوف.

* الحلول تجاه الكوارث الطبيعيّة:
تعود بدرجة الأولى إلى الإنسان المسؤول عن تقليل من أسباب الكوارث قبل وقوعها وذلك بـ:
- الزلازل: 
احترام المواصفات ومنع الغشّ في البناء (مثلا اليابان يعتمد على الحيوانات في التنبؤ بالكوارث اضافه الى الهندسة المعماريّة التي تحمي المنازل من الوقوع عند الزلزال).

- البراكين: 
منع التجارب النوويّة والتفجيرات في باطن الأرض.

- الأعاصير:
الحدّ من التلوّث والاحتباس الحراري.

- الفيضانات: 
  • تجنب العبث بالطبيعة وتزويد المدن بشبكات تصريف المياه الأمطار.
  • سنّ القوانين للحفاظ على البيئة على الصعيدين المحليّ والدّولي.
  • استثمار الطاقات البديلة للحدّ من الاحتباس الحراريّ.
  • التفكير في جعل مدّخرات واحتياطات من المال والنفط والأغذية لاستعمالها وقت الحاجة.

الإنسان قادر على الحدّ من آثار الكوارث بعد وقوعها وذلك بـ:
- تعزيز التضامن بين الشعوب والدول وتوفير المساعدات الإغاثيّة الأساسيّة.
يقول "ميخائيل نعيمة": "حقّا إنّ الإنسان أخو الإنسان أينما كان، وأوضح ما تتضح هذه الأخوة في النكبات الجماعيّة التي تأتينا من الطبيعة".

إذن نتبيّن أنّ الكارثة تتسبّب في وجود خسائر جسيمة في الأرواح وتدمير في الممتلكات تفوق إمكانيات مواجهتها قدره الأفراد والدول، وإن كانت بعض الكوارث تقع لأسباب قاهرة فإنّ الانسان قادر على التحكّم في تواترها وإضعاف حدّتها وعنفها، وإن لم يستطع بإمكانه الحدّ من آثارها المدمّرة.

6-2- الأمراض المستعصيّة:

لقد ظهرت منذ القديم أمراض تهدّد المجتمعات المعاصرة ومن أهمّها السيدا والسرطان والسلّ والملاريا...
والواقع أثبت أنّ 300 مليون شخص يُصاب بالملاريا كلّ سنة، ويموت مليون شخص بسبب الملاريا كلّ عام. وهناك مليار شخص مصابون بالبكتيريا المسبّبة للسلّ، وكذلك يوجد تسعة ملايين شخص مصابون بالسلّ، وكلّ شخص مصاب يُمكنه أن ينقل العدوى لـ 10 - 15 شخصا آخرين. وفي الولايات المتحدّة يُصاب مليون شخص بأمراض جرثوميّة في المستشفيات سنويّا، ويموت سنويا 90 ألف نتيجة لذلك.

* أسباب الأمراض المستعصيّة:
- التلوّث البيئي: السيارات / المصانع / الإشعاعات النوويّة.
- غياب الوعي الدينيّ والصحيّ وخاصّة مع مرض السيدا، وهو دور تضطلع به الأسرة أوّلا، ووسائل الإعلام ثانيا.

* مخاطر الأمراض المستعصيّة:
  • تكمن خطورة هذه الأمراض في آثارها السلبيّة في المريض أوّلا: القلق / التوتر / اليأس / الإكتئاب.
  • عدم تقبّل المجتمع لمثل هذه الأمراض، وخاصّة السيدا فينشأ عن ذلك: عزلة المريض عن المحيطين به.
  • غياب الأدوية نتيجة التكلفة الباهظة لها، فتظطرّ الأسر إلى بيع ما تملك لعلاج المريض ولكن دون جدوى.

* الحلول تجاه الأمراض المستعصيّة:
الإنسان هو المسؤول الأوّل لإيجاد الحلّ وذلك بـ:
  • الوقاية من الوقوع في المرض وخاصّة السيدا وذلك بـ:
    • الابتعاد عن العلاقات الجنسيّة المشبوهة.
    • الوفاء المُتبادل بين الزوجين.
  • ضرورة التثقيف الصحيّ.
  • التقليل من مصادر التلوّث.
  • التشجيع على البحث العلمي لإيجاد الدواء لهذا لهذه الأمراض المستعصيّة.
  • وجوب توفير الإحاطة النفسيّة للمرضى.

3- إدراك الحاجة إلى التعايش والتضامن بين البشر لمجابهة هذه المخاطر:

إنّ الكوارث بنوعيها البشريّة كالحرب والمجاعة والفقر، والطبيعيّة كالزلازل والبراكين... كلّها تُهدّد اسقرار عالمنا المُعاصر وما يعيشه من طمأنينة. ومسؤوليّة الإنسان باتت واضحة جليّة قبل وقوع الكوارث، ويتمثّل ذلك في الوقاية منها والحدّ من أسبابها بالإرادة والعزيمة للوقوف في وجه كلّ الإغراءات الماديّة والمعنويّة.

ويبقى التضامن من أهمّ السبل للحدّ من آثار هذه الكوارث، لأنّه يقوم على توثيق عرى التعاون والتآلف بين الناس، سواء داخل الأسرة الضيّقة، أو داخل الوطن أو إطار العلاقة الإنسانيّة العامّة.

يقول "ميخائيل نعيمة" في كتابه دروب: "ومن حسنات النكبات جماعيّة كانتأ فرديّة أنّها تُوقظ الضمائر، وتُثير التعاطف بين الناس، وعلى الأخصّ في هذه الأيام التي تلاشت فيها الحدود والمسافات، وتقاربت آذان الأمم وشفاهها".


1-3- أسباب الحاجة إلى التعايش والتضامن بين البشر لمجابهة هذه المخاطر:

إنّ تعاون البشر اليوم لتلافي مخلفّات الكوارث، بات أمرا ضروريّا أكثر من أي وقت مضى ذلك أن غضب الطبيعة مثلا، صار لا يُحتمل في الكثير من المرّات، وتعجز الشعوب المصابة لوحدها عن تجاوز تلك الآثار. ولنا فيما خلّفته أمواج المدّ البحري التي أصابت إندونيسيا، الدليل الأكبر على ذلك، فكما يقول "ميخائيل نعيمة": "اليد الواحدة لا تُصفق".

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا".

والإنسان لا يضمن بقائه في النعيم، كما لا يضمن سلامته من الكوارث. فيجب أن يرحم حتى يُرحم. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لاَ يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ"

 

2-3- طرق التضامن وأشكاله:

  • تقديم المعونات والمساعدات الماليّة والغذائيّة والصحيّة من كلّ الدول والمنظّمات والجمعيّات، تضامنا مع الشعوب المنكوبة، بسبب كارثة بشريّة أو طبيعيّة. فلولا التضامن، لكانت النتائج أكثر فداحة، ولانتشرت الأمراض والأوبئة، أمام انعدام الغذاء والمياه النظيفة، بسبب الدمار الهائل الذي أصاب البلاد، وكثرة أعداد الموتى والجثث المتحلّلة في كلّ مكان.
  • تدخّل جمعيات التضامن الدوليّة والانسانيّة، لعلاج كارثة الفقر والحرب، مثل منظّمة الأمم المتحدةأ وذلك سواء بقوّات تحفظ الأمن في الدول التي تُعاني من النزاعات والحروب الأهليّة، كما هو الحال في الكونغو ودارفور، أو بالمساعدات الغذائيّة والطبيّة كما هو الحال في الصومال وأثيوبيا وإريتريا.
  • التضامن بالتبرع ببعض الدم لإنقاذ المصاب.
  • التضامن بإنشاء بعض المشاريع لفائدة المعوزين الذين يكونون أشبه بالصغير الذي يحتاج الى من يحميه، ويضمن له طعامه وشرابه، لأنّه لا يقوى على الكسب بذاته.
  • أقلّ درجات التضامن، تكون بالقلب والإحساس بمصائب الآخرين، والدعاء لهم بالشفاء، ممّا أصابهم من نكبات.
إذا فالتضامن والتعاطف والتآلف بين الناس، مظهر من مظاهر ارتقاء الانسان إلى المنزلة العليا من منازل الكرامة. وإنّ تفعيل التضامن وإحياء قيمه، يتطلّبان مجهودا فكريّا وعمليّا واسعا وشاقّا، ومن أولويّات هذا المجهود العناصر الأساسيّة الآتية:

  • إعادة تجذير قيمة التضامن في دلالاتها الإنسانيّة الرحبة، دون النظر الى العرق أو الدين أو التميّز القومي الطائفي.
  • وجوب اضطلاع علماء الأديان على اختلافها بأدوار هامّة في إحياء قيم التضامن باعتبارها مصدرا رئيسا للتعايش بين البشر.
  • العمل على غرس قيم التضامن في الناشئة، انطلاقا من الأسرة، حتى ينشأ الطفل على حبّ الآخرين والإحساس بآلامهم ومعاناتهم.

فبالتضامن نستطيع أن نمسح دمعة فقير ومريض ومنكوب. وبالتضامن نحقّق سعادة الإنسانيّة، وهذا ما حثّنا عليه الإسلام، وكلّ الأديان السماويّة، والمنظّمات.

يقول "معروف الرصافي": "لو يجعل الناس التعاون دأبهم *** لتمتّعوا بسعادة العمران".

ويقول "أحمد الكاشف": "لا تطمئن إلى الزمان جماعة *** إلاّ بفعل تعاون الأفراد".




هناك تعليق واحد: