محور المرأة في المجتمعات المعاصرة - السنة 9 أساسي
محور المرأة في المجتمعات المعاصرة
محاور نصوص السنة التاسعة أساسي
- شرح نص تعليم المراة فرض، معروف الرصافي.
- شرح نص ضحيّة الجسد، نوال السعداوي.
- شرح نص المرأة العربيّة وحجاب الأوهام، محمد الرميحي.
- شرح نص متى ستُنصف المرأة العربيّة، حياة البدري.
- شرح نص معلّمة لاجئة، هارون هاشم رشيد.
- شرح نص المرأة اليابانيّة، باتريك سميث.
- شرح نص المرأة الصينيّة، معرب عن www.fraternet.com.
- شرح نص طريق الحريّة، ميخائيل نعيمة.
- شرح نص امرأة البحر، غادة السمّان.
- شرح نص عن انوثيّة الإبداع والعلم، عبد العزيز مقالح.
- شرح نص كن صديقي، سعاد الصباح.
- شرح نص المرأة بين التحرير والمسؤوليّة، د. رياض الزغل.
- شرح نص امرأة كيف نحبّها ونضطهدها، مصطفى سليمان.
- شرح نص المرأة في الإعلام الروسي، أولجا فارونينا.
- شرح نص جسد المراة في القنوات الفضائيّة، د. صالح سليمان عبد العظيم.
أهداف محور المرأة في المجتمعات المعاصرة
1- تبيّن منزلة المرأة في المجتمعات المعاصرة شرقيها وغربيها.
2- إدراك شروط صيانة مكاسب المرأة ودعمها.
3- اتخاذ موقف نقدي من استغلال المرأة في الإعلام والإشهار.
1- تبيّن منزلة المرأة في المجتمعات المعاصرة شرقيها وغربيها:
أ) على مستوى التشريعات:
بفضل توقيع معظم الدول المنضوية تحت لواء الأمم المتحدة على اتفاقيّة القضاء على جميع أشكال التمييز ضدّ المرأة، ضمنت المرأة في هذه الدول معظم حقوقها السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، وهذا يعني أنّ مشكلة المرأة في المجتمعات المعاصرة، لم تعد مشكلة نقص في التشريع والقوانين رغم التفاوت بين الدول شرقيها وغربيها (هناك تفاوت في التشريعات الضامنة لحقوق المرأة بين الدول الغربية فمثلا في الدول الإسكندنافية حقوق المرأة أكثر تطوّرا من بقيّة الدول) وكذلك هناك تفاوت في الدول الشرقية (في تونس مثلاً فالتشريعات المتعلقة بالمرأة متقدمة كثيرا مقارنة بعدّة دول عربيّة).
ب) على مستوى الواقع:
- ممّا لا شكّ فيه، أنّ المرأة في الدول الغربيّة المتقدّمة، وكذلك في بعض الدول العربيّة الإسلاميّة، قد حقّقت على مستوى الممارسة العديد من المكاسب. فدخلت معترك الحياة السياسيّة، كما أمست مفكّرة باحثة ومختصّة، فاستحقّت عبارة الأمّ مدرسة. كما أصبحت تمثّل في هذه الدول يدا عاملة أقام عليها الاقتصاد كما هو الحال في كوريا واليابان. ولكن رغم هذا التطوّر الاقتصادي والثقافي والسياسيّ، فإنّ الواقع مازال بعيدا عن الطموحات.
- إنّ بعض الحقائق تكشف عن واقع أليم تعيشه المرأة الغربيّة، وخير دليل على ذلك إحصائيات 30نوفمبر 2007 والتي أثبتت أنّ نسبة حضور المرأة في البرلمانات الأوروبيّة تُقدّر بـ 17.2 % أمّا في مجالس النوّاب، فنسبة حضور المرأة تقدر بـ 17.4 % مع العلم أنّ نسبة حضور المرأة في مجالس النواب في القارة الأمريكيّة، لا تتجاوز 19.5 %. وكلّ هذه النسب، تؤكّد أنّ المساواة بين المرأة والرجل على مستوى الواقع لم تتحقّق بعد في الدول المتقدّمة ولنا في اليابان والصين خير مثال، للدلالة على ما تعيشه المرأة من اضطهاد. فالمرأة اليابانيّة مثلا، تتحكّم فيها العادات والتقاليد في الزواج والطلاق وهي تُستغلّ اقتصاديّا. وكذلك المرأة الصينيّة فهي ترفض المناصب العليا والترقيات بفعل ضغط التقاليد التي تفرض عليها العناية بزوجها وبيتها.
- إنّ أجور الصينيات متدنيّة مقارنة بأجور الرجال
- تتحمل المرأة الصينيّة مسؤوليّة الصعوبات التي تُواجهها المؤسّسة التي تعمل بها، فتتعرض إلى أشكال من العنف قد تُجبرها على الاستقالة.
- كما أنّ المرأة في الدول المتقدّمة مازالت تُعاني أشكالا عديدة من العنف الماديّ واللفظيّ، وتثبت الإحصائيّات أن نسبة 25% من النساء في بريطانيا يتعرضّن للضرب من قبل أزواجهن أو شركائهن. كما سجلت الشرطة في إسبانيا أكثر من 500 ألف بلاغ اعتداء جسدي على المرأة في عام واحد، وأكثر من حالة قتل واحدة كلّ يوم.
- - اكتشف باحثون في مدينة سياتل بالولايات المتحدّة الأمريكيّة، أنّ العنف الذي تُواجهه النّساء، إمّا من أزواجهن، أو من أصدقائهن، هو حالة مزمنة تعيشها 44% من الأمريكيّات على الأقلّ.
أمّا في الدول الشرقية ورغم التفاوت الموجود بينها، فإنّ وضعيّة المرأة على مستوى الممارسة، مازالت تشهد تقهقرا وتُعاني من ممارسات مبنيّة على التفرقة وتقييد الحريات. فمثلا في لبنان، حيث مساهمة المرأة قديمة نسبيّا، فإنّ عدد المنتسبات إلى الأحزاب السياسيّة اللبنانيّة على كثرتها، لا يتجاوز 8% من عدد المنتسبين من الرجال، كما أنّ المرأة يندر وجودها في الهيئات العليا للأحزاب حيث تُتخذَ القرارات. وإن كان هذا في لبنان البلد المتقدّم نسبيًا فما هو شأنها مع بقية الدول؟ حيث تُحرم المرأة من العمل بدعوى التسبّب في بطالة الرجل، وأجرها متدنّي مقارنة بالرجل، وكثيرا ما تُحرم المرأة من الارتقاء إلى المناصب العليا في الشركات بسبب عدم قدرتها على التوفيق بين بيتها وعملها. وتحرم من مواصلة تعليمها لأسباب مختلفة كالزواج وشرف العائلة.
إذن ما تعانيه المرأة في المجتمعات العربيّة يعود بالأساس إلى أسباب أهمّها الثقافة الذكورية المتجذّرة في هذه المجتمعات منذ أقدم العصور، والتي تقوم أساسا على التمييز بين الذكر والأنثى، في حين يتمتّع الذكر بحريّته في كلّ مظهر من مظاهر الحياة.
وهكذا ورغم ما حقّقته المرأة الشرقيّة أو الغربيّة من مكاسب على مستوى التشريعات فإنّ هذه المكاسب مازالت مهدّدة.
2- إدراك شروط صيانة مكاسب المرأة ودعمها:
لقد ناضلت المرأة من أجل تحقيق عدّة مكاسب، لذا فلابد من السعي إلى صيانتها ودعمها وذلك بـ:
- - الاجتهاد في تغيير الصورة النمطيّة للمرأة وفي هذا الإطار تقول الدكتورة رياض الرّغل "توجد أربعة مسالك يمكن عن طريقها دخول الحياة العامة هي الشغل وبعث المشاريع والنشاط الجمعياتي والنشاط السياسي".
- الاعتراف بقدرات المرأة الذهنيّة والعقلية ومهاراتها، والامتناع عن النظر إليها على أنّها جسد جميل فقط، بل إنّها كفء للرجل في إنسانيته. يقول ن"زار قباني": "عندما تأخذ المرأة موقعها كإنسان حرّ ومسؤول، وعندما يرفع الرجل يده عنها نفسيّا واقتصاديّا، فسوف ترتاح هذه البشريّة ممّا تعانيه من الحرب القائمة بين الذكورة والأنوثة". وتنشد الكاتبة "حياة البدري" تغيّر العقليات بقولها: "متى تتغيّر العقليات المندثرة التي لا تزال في الوقت الراهن تخنق طموح نسائنا، وتقلّل من نشاطهن الهادف".
- على المرأة أن تتحلّى بالرصانة والحكمة وعدم الوقوع تحت وطأة الانفعال وردود الأفعال المرتجلة، فلا يُحركّها فعل الانتقام من الرجل، بل إقناع كامل المجتمع بما فيها من قدرات. يقول "عبد العزيز المقالح": "أيّ محاولة يقوم بها الرجل أو تقوم بها المرأة لاستغلال ما تعرضّت له النساء في وقت من الأوقات، أو في عصر من العصور، هو استغلال مُدان ولا يترتّب عنه أيّ انتصار للمرأة، بل العكس من ذلك ربما فتح الباب لسجال طويل تخسر المرأة معه في عمليّة معاكسة، الكثير ممّا حققته وما سوف تحقّقه في المستقبل".
3- اتخاذ موقف نقدي من استغلال المرأة في الإعلام والإشهار:
1-3- صورة المرأة في الإعلام:
- باستثناء بعض البرامج المحدودة جدّا، التي تهتمّ بمناقشة قضايا المرأة السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة، تظلّ صورة المرأة في الإعلام، تلك الصورة التي تُحاكي الثقافة الشعبيّة عن المرأة، كما يُريد الرجل أن تكون كائنا خارج الفعل والتأثير في القضايا الحاسمة، وتُؤكد ذلك البروفيسورة "أولجا فارو نينا" عضو أكاديميّة العلوم الروسيّة قائلة: "في حقبة التسعينات، تفاقمت عمل تنميط النساء في وسائل الإعلام الروسيّة: فتمّ تقديم المرأة إمّا في المطبخ، أو بين الأطفال، أو بضاعة مثيرة..."
- المرأة في الفضائيّات العربيّة، كائن بلا طموحات، ولا تملك وجهة نظر في القضايا العامّة، أمّا المرأة العاملة فتُصوّرها هذه الفضائيّات، مُجرّدة من مشاعر الأمومة ومعتدية على العادات والتقاليد، وتخوض الصراع مع المجتمع الذي لابدّ من أن ينتهي بإقرارها بالخطأ الذي ارتكبته، وبالتالي عودتها إلى المنزل من جديد.
- - أعدّ مركز المرأة العربيّة للتدريب والبحوث، تقريرا شاملاً أسفر عن خمسين دراسة وبحثا، نشرت فيما بين (1995 و2005)، وقد أكدّت هذه الدراسات، أنّ الإعلام العربيّ، تناول موضوع المرأة بصورة سلبيّة: المرأة العربية فاسدة الأخلاق، والعقل، والطباع، وجاهلة، وضيّقة الأفق.
- المسلسلات التي تبثّها بعض القنوات العربيّة، تُسيء إلى المرأة، وتُرسّخ صورتها النمطيّة. وحتما فهذه الصورة تتجاهل الدور الإيجابي الذي تقوم به المرأة في تنمية المجتمع. فيتعيّن على القنوات التلفزيونيّة والإذاعيّة والصحافة المكتوبة والإلكترونيّة، فتح المجال للإبداعات النسائيّة، وإبراز تنوّع الأدوار التي تضطلع بها النساء في كلّ ميادين التنميّة، وتسليط الضوء على تجارب النساء الإيجابيّة في كلّ المجالات.
2-3- صورة المرأة في الإعلام:
- تقول " أولجا فارو نينا ": "أمّا في الإعلانات، فكثيرا ما يتمّ الإعلان عن البضاعة باستخدام رموز أو مواقف مثيرة، وفي تسعين بالمائة من الحالات يكون الطعم هو جسد المرأة".
- يُستغلّ جسد المرأة الجميل في الإعلان عن المنتوج، فمؤسّسات الإشهار تسعى إلى استغلال جمال المرأة ورشاقتها وبنيتها الجسديّة، للتسويق لمنتجاتها وتحقيق الأرباح الهائلة. تقول "أولجا فارو نينا": "فالجسد النسائيّ الجذاب، يُضفي الجاذبيّة على البضاعة التي يتمّ الإعلان عنها، فحين يقوم المشتري بتأثير هذا الإعلان، بشراء باريكا أو سيراميك، فهو في وعيه الباطنيّ، كما لو كان يمتلك تلك المرأة الجميلة بصورتها الموجودة عليها في الإعلام".
وهكذا حولّت الإعلانات المرأة إلى سلعة تباع وتشترى، وإلى لوحة يعلو فيها جسد المرأة الجميل الجذاب على عقلها ووجدانها.
إذن فالمرأة في وسائل الإعلام مضمونا وإشهارا، هي صورة نمطيّة تُعدّ شكلاً من أشكال العنف المسلّط عليها، لأنّها تستغلها، وتعود بها أشواطا إلى الوراء، ضاربة بالمكاسب التي حقّقتها على مدى نضالها الطويل من أجل حقوقها الإنسانيّة. ولا بدّ إذن من توعية المجتمعات الحديثة بحقيقة هذا الاستغلال الجديد، لتتحرّر المرأة من الاستعباد والاستغلال الوحشي لها في وسائل الإعلام والإشهار، ويتطلّب ذلك مجهودا كبيرا من المرأة ذاتها، وذلك برفض هذه الصورة النمطيّة مهما كان الإغراء الماديّ للشركات الإشهاريّة.
ب
ردحذف