ملخص محور المرأة في المجتمعات المعاصرة - السنة 9 أساسي
ملخّص محور المرأة في المجتمعات المعاصرة - السنة التاسعة أساسي
I- منزلة المرأة في المجتمعات المعاصرة: شرقيها وغربيها بين الموجود والمنشود:
1) واقع المرأة السلبي (الموجود):
تُعاني المرأة في المجتمعات المعاصرة شرقيّها وغربيّها من أشكال اضطهاد مختلفة في مجالات عدّة:
أ/ في المجال الاجتماعي:
- الذكر في الأسرة يُعامل معاملة خاصّة فله منطلق الحريّة وطلباته تُلبّى بسرعة ويُعفى من الأعمال المنزليّة التي تُوكل عادة إلى أخته.
- الأنثى تُربّى على خدمة الذكر.
- حركاتها مقيّدة.
- أغلب طلباتها مرفوضة.
- الأم قد تساهم في تكريس الوضعيّة المترديّة للمرأة بإقرار التمييز بين الذكر والأنثى.
- يُحوّل المجتمع الفوارق الطبيعيّة (الجسديّة) بين الذكر والأنثى إلى سلاح لاضطهاد المرأة، فالرجل هو القويّ ببنيته الجسديّة، والمرأة هي الكائن الضعيف لنعومة جسدها.
- تبخيس قيمة المرأة باختزالها في:
- صورة المرأة القاصر التي لا تستطيع أن تُدبّر أمورها بنفسها وبالتالي لا بدّ من وصاية الرجل عليها تصل إلى حدّ حرمانها حقّ القول أو اتّخاذ القرار فيما يتعلّق بوجودها ومصيرها.
- صورة المرأة العورة التي لا تستطيع أن تحفظ شرف العائلة لذلك يجب أن تُستر وتُراقب مراقبة شديدة سواء من أهلها أو من عائلة الزوج.
- تثمين سلبيّ للمرأة حين تتّخذ صورة المرأة الوجّاهة الاجتماعيّة فيتباهى صاحبها (زوجها) بملكيتها للتدليل على رفعة ذوقه وكثرة ماله (ملابسها فخمة / حليّها نادر).
- اختزال صورة المرأة في وظيفة الدمية الثمينة على حساب الاعتراف بكيانها الإنساني.
- القوانين والتشريعات التي سُنّت لفائدة المرأة لم توازها حركيّة اجتماعيّة. يقول محمد الرميحي: "ما يعوق المرأة العربيّة في المجتمع العربي اليوم ليس نقص التشريع فقط، لأنّ المشكلة الأهمّ هي أنّه حتّى في وجود التشريع فإنّ التطبيق مازالت أمامه عقبات اجتماعيّة".
ب/ في المجال الاقتصاديّ:
- حرمانها من العمل بدعوى إحداث الفتنة أو التسبّب في بطالة الرجل.
- عدم تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة:
- منح أولويّة التشغيل للرجل.
- تدنّي أجر المرأة.
- الاستغناء عن خدماتها في فترات الركود الاقتصادي.
- تقييد طموحاتها المهنيّة بوضعيتها الاجتماعيّة:
- كثيرا ما تُحرم المرأة من تسلّق أعلى المناصب في الشركات، بسبب عدم قدرتها على التوفيق بين بيتها وعملها
- عدم اعتراف المشغّل أوّلا والمجتمع ثانيا بقدرات المرأة المهنيّة.
ج/ في المجال السياسيّ:
- اعتبار دخول المرأة إلى الميدان السياسيّ تهديدا لمصالح الرجل. تقول حياة البدري ناقدة: "الأمور السياسية يجب دائما أن تبقى محصورة بين يدي الرجل الكريمتين وإلاّ فقد هالته وسلطته وسيطرته على زمام الأمور السياسيّة.
- المرأة مُجرد ديكور حزين يزيّن البرلمانات.
- ضُعف مشاركة المرأة في المجال السياسي: ضعف التمثيل السياسي النسائي في الأحزاب والبرلمانات. يقول محمد الرميحي: "إنّ عدد المنتسبات إلى الأحزاب السياسية اللبنانيّة على كثرتها لا يتجاوز 8% +" عدم تقلّدها المناصب الهامّة.
- عدم دفاع الأحزاب عن حقوق المرأة.
د/ في المجال الثقافيّ:
- حرمانها من مواصلة تسلّق درجات المعرفة لأسباب مختلفة:
- الزواج.
- شرف العائلة.
- عدم مشاركتها في العمل الجمعياتي الثقافي: منتديات / مسرح / سينما...
- عدم الاعتراف بإبداعها وبقدرتها على إنتاج أعمال روائيّة أو شعريّة أو فنيّة عموما.
- استغلال جسد المرأة للإغراء والإثارة الجنسيّة في الإعلانات:
- المرأة لا تساهم مساهمة ثقافيّة في صنع الإعلان وإنّما تحضر بجسدها الفاتن فقط. تقول أولجا فارونينا: "في 90% من الإعلانات يكون الطّعم هو جسد المرأة".
2) طموحات المرأة (المنشود):
أ/ مطالب المرأة الاجتماعيّة:
- نبذ ثقافة التمييز بين الذكر والأنثى داخل الأسرة خاصّة والمجتمع عامّة.
- التوقّف عن النظر إليها جسدا وشهوة أو أو ديكوار أو جمادا. تقول سعاد الصّبّاح: "وأنا متعبة من ذلك العصر الذي يعتبر المرأة تمثال رخام" / والدعوة في المقابل إلى الاهتمام بعواطفها وذاتها وكيانها وقدرتها العقليّة. تقول سعاد الصباح: "فلماذا أيّها الشرقي تهتمّ بشكلي / ولماذا تبصر الكحل بعيني / ولا تبصر عقلي؟"
- رفع وصاية الرجل عليها وتعويضها بمبدأ المشاركة، فالمرأة ترفض أن تكون هي العبدة والرجل هو السيّد المطاع وهي تطلب أن تشارك زوجها الحياة التي يحياها بكلّ تفاصيلها (التشارك في: القيام بالأعمال المنزليّة + تربية الأبناء + الخروج للترفيه...).
- توسعة دائرة نشاطها الاجتماعيّ إلى خارج البيت في ترنو إلى المشاركة في العمل الجمعياتي ذي الصبغة الاجتماعية
- التمتع ببعض الحقوق الأساسيّة مثل حق اختيار الزوج، حقّ الطلاق...
ب/ مطالب المرأة الاقتصاديّة:
- حقّ المرأة في العمل.
- تكافؤ الفرص مع الرجل في الحصول على عمل.
- مساواة المرأة العاملة مع زميلها في الأجر والترقيات.
- السعي إلى بعث المشاريع المستقلّة: وهي بذلك تثبت قدرتها على المساهمة في حلّ مشكل البطالة لا تعميقه كما يعتقد معارضوها.
- الاعتراف بقدرتها على اقتحام كلّ الميادين والمهن حتّى الشاقّة منها.
- الإيمان بمقدرتها على المساهمة في تنمية اقتصاد البلاد والرفع من مستواه.
ج/ مطالب المرأة الثقافيّة:
- منح المرأة فرص التعلّم والحصول على أعلى الشهادات.
- الاعتراف بقدراتها العقليّة الخارقة فهي ليست كائنا انفعاليّا مندفعا وراء عواطفه دون حكمة.
- إقرار قدرتها على الإبداع في مجالات الأدب والموسيقى والنحت والرسم والتمثيل. تقول أحلام مستغانمي: "الحقيقة أنّ المرأة العربيّة تخاف الكلمات بقدر حبّها لها، فالكلام مهنتها في النهاية".
- رفع كلّ القيود على أفكارها وعواطفها التي تروم التعبير عنها بحريّة وشفافيّة. تقول أحلام مستغانمي: "إنّ الأدب حديث عن الذّات. الذّات التي تنام فيها مستنقعات أجيال من النساء المحكومات بالصّمت والكبت منذ قرون".
د/ مطالب المرأة السياسيّة:
- المشاركة الانتخابيّة الحرّة الديمقراطيّة في اختيار المرشّحين والمسؤولين.
- الانضواء في النشاط السياسي بتقلّد المناصب مهما عظمت. تقول حياة البدري: "إنّ المرأة أبلت البلاء الحسن في كلّ المجالات. فلماذا يقيّدها الرجل ويبخل عليها بالمجال السياسي ويُحدّد لها نسبة معلومة لا تتجاوز الخطوط الحمراء المرسومة؟"
- عدم الاكتفاء بالمشاركة الصّورية في العمل السياسي: يرفض المدافعون عن المرأة أن تكون مجرّد ديكور في البرلمان أو ورقة رابحة يتلاعب بها السياسيون من الرجال لتحقيق مآربهم.
استنتاجات عامّة:
- عبّرت مختلف هذه المطالب عن رغبة واضحة في ضرورة إقرار مبدأ المساواة التامّة بين الرجل والمرأة حتى يتحقّق التقدّم المنشود في جميع المجالات.
- إصلاح حال المرأة هو اللبنة الأولى لإصلاح حال المجتمع. يقول ميخائيل نعيمة: "فما ظهرت امرأة صالحة على الأرض إلاّ أصلحت رجالا كثيرين".
- أثبتت المرأة على مرّ العصور قدراتها على المساهمة الفعّالة في كل المجالات بدون استثناء ممّا يؤكّد أحقيّتها بهذه المساواة المنشودة وضرورة مراجعة معارضيها رجالا ونساء مواقفهم. من المؤلم أنّ بعض النساء قد تحالفن دون وعي مع منطق بعض الرجال المعادي للمرأة.
II- شروط صيانة مكاسب المرأة ودعمها:
- أن تبذل المرأة مزيدا من التضحيات الجسام كتحمّل الإرهاق أو تحدّي المواقف المعارضة سواء داخل عائلتها أو مجتمعها.
- أن تتحلّى المرأة في نضالها بالرّصانة وعدم الوقوع تحت وطأة الانفعال والارتجال، إذ يجب عليها أن تتخلّى عن منطق محاسبة الرجل على ماضيه مع المرأة وما ألحقه بها من أذى (في الماضي كانت المرأة خارج دائرة الاهتمام طيلة قرون وفي عصر النهضة اهتمّ المفكّرون بقضيّتها ولكنهم ربطوها بالقضيّة الاجتماعيّة أو السياسيّة ككلّ، ولم يهتمّوا بها على أنهّا موضوع قائم بذاته).
- عدم عزل مطالبها عن الهموم الحضاريّة والاجتماعية العامّة لأنّ قضيتها في نهاية الأمر هي جزء من واقع مجتمعي وإنساني، يجب أن نهتمّ بموضوع المرأة في علاقته بالقضايا الكبرى مثل الديمقراطيّة والتنمية والتقدّم.
- ضرورة انتقال المرأة من طور اكتساب المكانة (أي مرحلة المطالبة بالحقوق) إلى طور إثبات الذات والفاعليّة (أي أن تكون حقيقة فاعلا اجتماعيّا واقتصاديّا وسياسيّا وثقافيّا). فتساهم في التغيير لا أن تكتفي بمجرّد الحضور الشرقي.
- ضرورة أن يواكب تلك التشريعات المتطوّرة التي تسنّ لفائدة المرأة وعي اجتماعي أي لا بدّ من مجتمع قادر على استيعاب حداثة هذه التشريعات.
ليست هناك تعليقات: