السنة السابعة أساسي

[محاور نصوص السنة السابعة أساسي][twocolumns]

السنة الثامنة أساسي

[محاور نصوص السنة الثامنة أساسي][twocolumns]

السنة التاسعة أساسي

[محاور نصوص السنة التاسعة أساسي][twocolumns]

آخر المواضيع

لتتمكّن من مشاهدة أقسام الموقع عليك بالنقر على (الصفحة الرئيسة) أعلاه


محور تونس الجميلة - السنة 7 أساسي


محور تونس الجميلة

محور تونس الجميلة

محاور نصوص السنة السابعة أساسي



أهداف محور تونس الجميلة

1- تبيّن بعض مُميّزات تونس طبيعة ومعمارا وأعلاما وعادات وتقاليد.
2- إدراك الاعتزاز بالوطن والانتماء إليه والسعي إلى خدمته.

1- أتبيّن بعض مُميّزات تونس: طبيعة ومعمارا وأعلاما وعادات وتقاليد:

أهيم بوطني وبطبيعته الخلاّبة والثريّة برموز الجمال، فأينما تجوّلتَ شمالا أو جنوبا، شرقا أو غربا، يكتنفك السحر حدّ الذهول؛ سحر البحر وشواطئه وأمواجه وكنوزه... وسحر الصحراء بنخيلها ورمالها الناعمة... أمّا أرضها فهي معطاء تلد بسخاء ثمارا مباركة من تين وزيتون وتمر، لهذا يرتفع الشاعر "صالح جودت" بتونس إلى مرتبة القداسة، فتراه يُقسم بسحرها وأرضها قائلا: 
"قسما بسحر عيونك الخضر *** يا أجمل الألوان في عمري
وبأرضك الخضراء وارفة *** بالتين و الزيتون والتمر"
  • وطني عروس حسناء فيها من الأصالة والفتنة والعزّة ما يجعل كلّ زائر أسيرا لجمالها وعظمتها، لهذا شبّهها "صالح جودت" بالمرأة الساحرة التي ورثت عن القرطاجنيين الكبرياء والإباء، وعن الأندلسيين جمال الصوت وعشق الغناء والموسيقى. فترى الشاعر يفديها قائلا:
"فديت ذات الأعين الخضر *** حسناء قرطاجيّة الكبر
لمّا تزل من عهد أندلس *** في صوتها ترنيمة تسري"
وكلّ هذه الميزات جعلتها قبلة الزائرين، فكلّما حلّ بها سائح عشقها، وكلّما فارقها ازداد شوقا إليها. ولهذا قال الشاعر:
"سأعود من وطني *** وكلاهما بصبابتي يغري
وأظلّ أستدنيك في حلمي *** وأعدّ أيامي على الجمر"
  • إذا رغبت في الترفيه والاستكشاف، فليس أفضل من جولة تقوم بها في "جبال خمير" الواقعة في الشمال الغربي للبلاد التونسيّة، فمشهد الطبيعة هناك يبدو للناظر وكأنّه لوحة فنيّة أبدعت ريشة الرسّام في خلقها، فمن قمّة الجبل تتدرّج عبر الطرق المتعرّجة لتبلغ الينابيع والجداول المتفرّعة عنها، والتي تستقطب الأغنام والأبقار تنهل من مياهها حينا وترعى من الأعشاب على ضفافها حينا آخر، وفي طريقك تستوقفك منازل منتشرة هنا وهناك كأنّها الأزهار نُمّقت بها الحدائق والبساتين.
  • المناخ المعتدل الذي تتمتّع به تونس دون سائر المناطق الأخرى، يجعلها قبلة السائحين الأجانب الذين يفرّون إليها من برد الثلوج وقسوة المناخ، فهي الحضن الدافئ الذي يضمّك إليه فتشعر بالأمان والارتياح يقول "محقد المنسي قنديل" "ففي الوقت الذي تتساقط فيه الثلوج في أوربا تكفي رحلة بساعتين في الطائرة لتجد نفسك وسع الدفء والشمس الساطعة".
  • في واحات الجنوب التونسي يجد الإنسان راحة البال وسكون النفس واسترخاء للجسد بعد ابتعاده عن ضوضاء المدينة وصخبها ولهذا قال الشاعر "أحمد اللغماني" في قصيدته "عرس الواحة":
"وعندها ينقضي العناء وتُلقى *** تبعات السرّي ويشفى الغليل"

  • وطني "رئة المتوسّط" فثروتها الغابيّة المكتنزة بأشجار الصنوبر والفلّين تلعب دورا هامّا في تنقيّة الهواء، وتُساهم في الحدّ من الاحتباس الحراري لهذا ترى الجهات المسؤولة تسهر على حماية الغابات فتضع قوانين صارمة تمنع قطع الأشجار وتحدّ من التوسّع الحضري، وتشجّع على بعث المشاريع الفلاحيّة. يقول "مصطفى الفارسي": "كانت جبال خمير منشورة أمام السيّارة كالإزار الأخضر القشيب لا تقطعها سوى منحدرات تزخر في قعرها الوديان ويكسوها الصنوبر والفلّين".
  • أزور مواقع أثريّة في وطني فتأخذني إلى الماضي المجيد، فأستحضر أحداثا جليلة زخر بها تاريخنا، وكانت شاهدا على انتصارات أجدادنا وتحدّيهم للظلم والطغيان فقد زرت قرطاج وتجوّلت بين بقايا أعمدة المدينة التاريخيّة وأحجارها التي أسّست هي وما جاورها قديما "إمبراطوريّة إفريقيا".
  • وكدت أسمع "قعقعة الأسلحة وهي تتبارز في معارك القرطاجيين ضدّ الغزاة وتتردّد في آذاننا هتافات المنتصرين وضربات مجاديفهم وهم يبسطون نفوذهم على امتداد الساحل الجنوبي للمتوسّط" (سليمان مظهر - مجلة العربي).
  • إنّ تأثر المعيار التونسيّ بالحضارة الإسلاميّة جليّ في الكثير من المعالم الأثريّة، وهي معالم تفصح في معظمها عن انتصارات الفتوحات الإسلاميّة في العصر الذهبيّ، وليس أدلّ على ذلك من السور الذي يُطوّق المدينة العتيقة بسوسة، كأنّه عقد فريد يشعّ تألّقا وشموخا، أسّس لحماية المدينة من طمع الأعداء، وأيضا الرباط المنيع الذي كان منطلق المجاهدين لرفع راية الإسلام في الممالك الأخرى. وكما قال "أحمد خالد": "فهذا الرباط يُحدّثك -لو أصغيت إلى هسه- عن العباد من جنود الله الذين تحصّنوا به للذود عن دار الإسلام، وانطلقوا منه في سفنهم الحربيّة إلى صقليّة ومالطة، وقسم من جنوب إيطاليا لإعلاء كلمة الله" إضافة إلى الجامع الكبير الذي شاكل للمسجد النبويّ الأوّل في هندسته لما بني دون صومعة زد على ذلك الأسواق العتيقة وأروقتها المقبّبة التي صمّمت لتقي الناس قرّ الشتاء، وحرّ الصيف، ولا يمكن أن نغفل عن جامع "عقبة" بالقيروان الذي "أصبح محلّ عناية الدول المتعاقبة على القيروان". وئضفي جلّ هذه المعالم الأثريّة وغيرها مسحة من الجمال والأصالة على وطني فأزداد به فخرا واعتزازا.
  • اشتهر وطني بثراء معماري نادر فأيّ مكان تقصده تُثيرك هندسة بناءاته وطرازه المعماريّ؛ فهذه مدينة "سيدي بو سعيد" اشتهرت بأبوابها الزرقاء المقوّسة والمرقّشة بمسامير سوداء وبنوافذها المشبّكة المُطلّة على الميناء و منارته الشهيرة، وهذه مدينة "الحمامات" برباطها المنيع، وجدران منازلها ناصعة البياض، وأزقّتها العتيقة المُتعرجّة النظيفة، ومنازلها الأنيقة المترفة، ومقاهيها الدافئة تفوح منها رائحة الزهر والياسمين و"تتردّد في أرجائها الأنغام الأصيلة" أمّا إذا تجوّلت في "قصبة" مدينة "تونس" فإنّك ستطرب لسماع نقرات النقّاشين وستثيرك حياكة الطربوش الأحمر رمز الأبّهة والترف. وإن قصدت محلاّ من محلاّت هذه الحرف التقليديّة، بهرتك أعمدته المنقوشة، وشدّك سقفه الخشبيّ الذي يروي لك صراعه مع الزمن، وانتصاره علي العدم، وإذا واصلت جولتك وبلغت "سيدي محرز" فستنبهر حتما "بهندسته المستوحاة من الفنّ العثماني" (سليمان مظهر).
  • إنّ ما يشدّ السائح إلى تونس مواءمتها بين الأصالة والحداثة، فهي أصيلة بتراثها وآثارها وتقاليدها، وهي معاصرة "بأحيائها العصريّة ومبانيها الجديدة، وشوارعها الواسعة، وميادينها المنبسطة ومنتزهاتها العامرة بالزهور والورود والأشجار" - عن سليمان مظهر -بتصرّف-
  • مدينتي قطب ثقافيّ تدور في فلكه "مظاهر ثقافيّة دائبة الحركة... فهذا جامع الزيتونة أقلّ أوّل جامعة في العالم" قد كان قبلة العلماء والمفكّرين، يلقون دروسهم في حضرة طلاّب العلم وعاشقي المعرفة و"تلك المكتبة الوطنيّة تعجّ بآلاف الكتب النفيسة..." وهذه دور المسرح والسينما تعرض أشكالا من الفنون تُهذّب الذوق، وتصقل الأخلاق، وتُنمّى العقل والإدراك. وقد تغنّى الشاعر "الباجي المسعودي" بفضل وطنه عليه قائلا:
"سقى ربّي تونس الخضرا وساكنها *** سُحبا من السعد ترضيهم وترضيني
منشأ شبابي وأترابي ومرضعتي *** ثدي العلوم الدي لا يزال يرويني"

  • لقد ذاع صيت وطني في سماء العلم و الفنّ؛ فقد أنجب عظماء نُقشت أسماؤهم في تاريخ الإنسانيّة بأحرف من ذهب. ولا يُمكن أن ننكر ذلك إذا ما تحدّثنا عن المؤرّخ والفيلسوف "ابن خلدون" والشاعر "أبي القاسم الشابي" فكلاهما قد أحدث فتحا في مجالي الأدب والعلم بإبداعاتهما ولهذا نُصب تمثالاهما في جنوب وطني وشماله "إنّه تمثال العلاّمة ابن خلدون في بداية الشارع الرئيسي في تونس العاصمة...".
  • لكلّ جهة من جهات وطني عادات وتقاليد خاصّة بها يتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل وهم بذلك يُعبّرون عن انتمائهم إلى ماضيهم وتجذّرهم في تُراثهم، ولكن دون الانفصال عن حاضرهم، فهم يعيشون على ضوء ما سلف من أمجاد وتقاليد وقيم وإبداعات ومن أكثر العادات جاذبيّة عادات الزفاف بتوزر حيث تكون الأجواء احتفاليّة في بيت العريس يوم حمل كسوة العروس فيخرج محاطا بالأهل والأصحاب في موكب من الشبّان الراقصين "يرتدون أصدرة مُزركشة متمنطقين بشملات تشدّ سراويلهم الفضفاضة" يطلقون أعيرة ناريّة تعبّر عن فرحهم بينما يعجّ الشارع بالنساء يزغردن ويحملن مجامر تفوح منها روائح البخور حتّى إذا وصلن إلى دار العروس حملن إليها الكسوة بينما يبقى الرجال خارج البيت وتبقى العروس مستترة حياء تحيط بها أترابها ولداتها بينما يبقى العريس مُنزويّا مع حجابته...".
  • وكلّ مؤثّثات هذا المشهد الاحتفاليّ تشعرني باللّذة والجمال فالألوان صاخبة والروائح عطرة والإيقاعات ساحرة والقيم الإنسانيّة راقية فيها من التعاون والتحابب والحياء ما يؤسّس للأخلاق الأصيلة.
  • تونس موطن الحرف والصناعات التقليديّة، فالمدن العتيقة تزخر بالمصنوعات اليدويّة يبدعها العامل ويعرضها مباشرة للبيع فيحتشد الزبائن لاقتنائها لتكون تذكارا لرحلته أو تحفة نادرة يُزوّق بها أركان بيته فتكون مدعى لسعادته وفخره وأشهر الصناعات التونسيّة صناعة الزربيّة التي اشتهرت بها مدينة القيروان. فكما قال "محمد الهاشمي الطرودي" "الزربيّة القيروانيّة بلغت من الإتقان والجودة ما جعلها مشهورة في كلّ الآفاق وتمثّل صناعتها نسبة هامّة من مداخيل القطاع الحوفيّ إضافة إلى كونها آية الإبداع الحرفيّ".
2- قيمة الاعتزاز بالوطن والانتماء إليه والسعي إلى خدمته.
  • عظمة وطني ومجده ورفعة شأنه تجعلني أعتزّ وأفخر بالانتماء إليه، وأحنّ إلى ربوعه وأكتوي بنار فراقه فأبدو عاجزا عن تحمّل الغربة بل يدعوني نداء الوفاء والاعتراف بالجميل فأقول على لسان الشاعر "الباجي المسعودي" متألما:
"وجدّ بي الشوق واستولى على جلدي *** وصرت أخفيه أحيانا ويخفيني"
  • أعي جيّدا قيمة ما يدّخره وطني من ثروات طبيعيّة فأسعى إلى الحفاظ عليها من التلف والزوال وأشارك في حملات النظافة وبهذا أعبرّ عن اعتزازي ببلادي.
  • أحبّ أبناء وطني وأحترم فيهم رفعة أخلاقهم ورحابة صدورهم وكرمهم، فإذا تجوّلت في أيّ مكان غريب عنك فلن تلقى من أهله إلاّ الترحاب وكرم الضيافة والابتسامة العريضة التي تمسح عنك الحرج والنعب وما يؤكّد ذلك ما ذكره مصطفى الفارسي: "هنا على هذه الأرض الطيّبة يعيش أبناء خمير في وداعة تُضرب بها الأمثال... يكرمون الضيف ويفتحون في وجهه الأبواب ببساطة لا يعرفها إلاّ الجبليّون وسكان الغابات...".
  • أؤمن إيمانا راسخا بأنّ الوفاء للوطن والتضحية بالنفس في سبيله ميزة الأحرار والمخلصين فقد ضحّى المناضلون التونسيّون بحياتهم فداء للوطن وتكبّدوا في سبيله أفظع أشكال العنف والتعذيب وكما قال "أبو القاسم الشابي":
"هكذا المخلصون من كلّ صوب *** رشقات الردى إليهم متاحة"
فالمستعمر عدوّ لا بدّ من مكافحته ولو بإراقة الدماء فلا الخوف ولا الخنوع قادرين على ضمان حياة كريمة عزيزة، لهذا قال "أبو القاسم الشابي" متحدّيا:
"لا أبالي إن أريقت دمائي *** فدماء العشاق دوما مباحة"
  • وقد تنبّأ الشاعر بالحريّة واستشعرها زمن الاستعمار لإيمانه بعزّة شعبه وقدرته على تحدّي الصعاب فقال:
"إنّ ذا عصر ظلمة غير أنّي *** من وراء الظلام شمت صباحه
ضيّع الدهر مجد شعبي ولكن *** ستردّ الحياة يوما وشاحه"
  • أنحني إجلالا وتعظيما لشهداء وطني الذين آمنوا بالحريّة، وعاشوا لأجلها وعانوا الأمرّين في سبيل ضمان عيش كريم للأجيال القادمة فأنا أعترف بجميلهم علينا، وأدين لهم بالأمن والسلام الذين ننعم بهما ومن هؤلاء الشهداء الزعيم "فرحات حشاد" الذي مثّل هو وأعوانه حجر عثرة في طريق المستعمر وساروا بالوطن خطوة نحو الاستقلال، فحتّى وهو "يُصارع سكرات الموت الأخيرة" كان "يرى الحريّة الحمراء بعينيه اللامعتين ويرى شعبه الوفيّ نغمة لا تنقطع".
  • أحترم كلّ عامل من عمال وطني وأجلّ كلّ قطرة عرق تسيل في سبيل النهوض بالمجتمع والارتقاء به نحو المجد، وأؤمن بأنّ الانضباط والتفاني في العمل شرطان أساسيّان لنموّ المجتمع وتطوّره ولا يُمكن أن نغفل عن أهميّة المعلّم ودوره في تنشئة جيل مثقّف واع بحقوقه وواجباته ولقد قدّم "محمد الحليوي" في نصّه "جسر الأجيال" نموذجا للمربّي المثاليّ جسده شابّ "جعل حياته في القرية كلّها جهادا: حارب الأخلاق السقيمة والعادات القبيحة الموروثة والمعتقدات السخيفة وحارب جنوح الطفل الى الكسل والأنانيّة" وقد أنجز ذلك وكله إيمان بأن للوطن لا يمكن أن يلتحق بركب التطوّر وقد عشّش الجهل في عقول شبابه.
  • واجبي تجاه وطني هو أن أحميه من المخاطر التي يمكن أن تحدّق به، ولن يكون ذلك إلاّ عند التسلّح بالعلم والمعرفة والتحلّي بالأخلاق النبيلة والاستفادة من أمجاد أجدادي والاعتبار من أخطائهم والسير على طريق الحداثة.
  • أعتزّ بهويّتي فلا أقلّد الحضارات الأخرى تقليدا أعمى بل أستفيد من نجاحاتهم العلميّة والمعرفيّة والفنيّة وأعرض عن سلوكيّاتهم السلبيّة التي تُكرّس جهلي وتخلّفي.




ليست هناك تعليقات: