محور الأطفال في العالم - السنة 7 أساسي
محور الأطفال في العالم
محاور نصوص السنة السابعة أساسي
- شرح نص حياتنا في لابونيا، كريستان دريو كاري.
- شرح نص أطفال في أتون الحرب، هايدي رينك و باسكا ديلوش.
- شرح نص صبيّ الدكان، إيميلي نصر الله.
- شرح نص امتحان الشجاعة، كامارا لاي.
- شرح نص أطفال غزّة، هارون هاشم رشيد.
- شرح نص طفلان من النيبال، عبد السلام العجيلي.
- شرح نص ضيفة من بلاد بعيدة، باسكال قارنني.
- شرح نص صديقة من فلسطين، حفيظة قارة بيبان.
- شرح نص أصبحنا نحبّ أطشان، كادوكاوا شوتن.
- شرح نص تقريب المسافات، عن موقع بشبكة الأنترنات.
أهداف محور الأطفال في العالم
1- التعرّف إلى مظاهر من حياة الأطفال في العالم (أسباب سعادتهم وشقائهم).
2- تبيّن أهميّة التواصل والتضامن بين أطفال العالم.
1- التعرّف إلى مظاهر من حياة الأطفال في العالم (أسباب سعادتهم وشقائهم)
I- أنا طفل سعيد:
أنا طفل من أطفال هذا العالم أرفُلُ في النّعيم والرّخاء وأشعر بأن الظروف حبتني بأسباب السعادة والهناء ومكّنتني من التمتع بطفولتي وجعلت أحلامي تكبر وتتطوّر فأنا:
- أحظى بالعيش في وطن حرّ شاسع الأرجاء، حافل بمظاهر الخضرة والجمال الطبيعيّ، يتجذّر بمعالمه الأثريّة العديدة في التاريخ، وأتأمّل كلّ ذلك فأحسّ بقيمة هذا الوطن وبفضله في انتمائي إلى هويّة معيّنة، وقد يقع وطني في منطقة قاسية المناخ مثل أن يكون "على مسافة ثلاثمائة كيلومتر في الدّائرة القطبيّة الشماليّة" فـ"يغرق في الديجور شتاء" كما تتحدّث الطفلة كاري عن مدينتها لابونيا لكنّي أحبّه رغم ذلك إذ أنّي بين أرجائه أحسّ بالأمن والاستقرار والحريّة.
- تحضنني أسرة متماسكة أستمتع معها بالدفء وأشعر بين أفرادها بالمحبّة والترابط فنحن نتحاور ونتعاون لتجاوز ما يعترضنا من صعوبات، وهو ما يُوطّد العلاقة بيننا. كما تُربّيني هذه الأسرة على مجموعة من القيم والأخلاق. فها هو والد السّارد في نص "صبي الدكان" يشحنه بمبادئ مختلفة وهو يُودّعه قائلا "الطاعة والوداعة والأمانة ثلاث صفات يجب أن تتحلّى بها في غربتك، ولا سند لك هناك غير حسن السّلوك".
- أعيش في أحضان أسرة أخرى أكبر وأوسع ترعاني ما دُمت بينها وتسهر على راحتي وتُهدهدني عند التّعب أو المرض. إنهم جيرتي وعشيرتي الذين لا أشعر معهم بالغربة أو الوحدة وكيف يكون ذلك وهم أهل "حرّة قلوبهم وفيّة ضمائرهم" ومن أجل ذلك كان أدريان "يقضّي الساعات في دكّان كاشودا فإن لدى هذا الحذّاء دائما حكاية مخبوءة في ركن من أركان ذاكرته ليقصّها عليّ".
- صحّتي جيّدة وجسمي سليم معافى. لا يشكو من العاهات أو الأمراض ولا تعوقه الآلام الجسديّة التي قد تلازمني صيفا وشتاء وهذا ما يمكنّني من ممارسة حياتي بشكل عادي ويسمح لي بالاستمتاع بطفولتي والمشاركة في مختلف الألعاب التي يقبل عليها الأطفال في مثل سنّي.
- توفّر لي أسرتي حياة اجتماعيّة كريمة وتسعى إلى تلبية حاجياتي الماديّة بشكل محترم، لذلك فأنا لا أعرف قسوة الفقر والحاجة، ولا أضطرّ إلى البحث عن موارد الرزق لسدّ هذا النّص فـ"أنا في حالة ماديّة تجعلني لا أحتاج إلى شيء" كما يقول "أدريان" في نصّ "ضيفة من بلاد بعيدة". بل أنا أعيش كما يعيش الأطفال في سائر أنحاء العالم متمتّعا بطفولتي وحقوقي. أزاول تعليمي بكلّ حرص ونجاح، وأُرفّه عن نفسي بشتّى الطرق كلّما أحتاج فكري وجسمي إلى ذلك.
- أستمتع بعادات وتقاليد متنوّعة في بلدتي، ويحرص أهلي على اتّباعها وممارستها وفق مواسم دينيّة ومواعيد معيّنة، فأحقّق من خلالها سعادة ومتعة لنفسي، وأجد فيها إشباعا لهويّتي وانتمائي، فسكّان لابونيا مثلا "لم يتخلّوا عن تقاليدهم في التّرحال صيفا وشتاء" وفي انتظار ممارسة هذه التقاليد "يسود (كوتو كينو) جو من الحركة العجيبة، وتمتلئ الحياة حبورا وسعادة اختفاء بالرّحيل القادم".
II- أنا طفل شقيّ:
في المقابل أنا طفل آخر من أطفال هذا العالم، تُحاصرني بعض الظروف القاسيّة، وتختنق طفولتي وتحرمني أبسط حقوقي، وهي ظروف قد تتسبّب فيها أنانيّة الإنسان أو القدر أو بعض عوامل الطبيعيّة، لذلك تراني أُكابد مشاق وصعوبات متعدّدة وأتشرّب ويلات مختلفة:
- - فأنا أعيش فظاعة الحرب وبشاعتها، وأستمع دائما إلى قصف القنابل وأصوات الانفجارات، وتحدث المجازر والغارات وعمليّات هدم البيوت في مختلف ساعات النهار، فأشهد ضغطا نفسيّا حادّا، ذلك أنّ الخوف والفزع والذعر، رفقاء دائمون لي ولعائلتي لذلك نفتقد الأمن ولا نستقرّ في بيت أبدا. يقول أحد أطفال سراييفو الذين عاشوا في أتون الحرب "نحن نقيم إمّا في شقّة جدتي وإمّا في شقّة تمتلكها إحدى صديقات العائلة...وحيث يشتدّ القصف. نلجأ إلى كهف في أحد مصانع الأحذية...".
- أختزن في ذاكرتي مشاعر الألم والشقاء، وأسترجع اضطراب حياتنا بسبب ظلم الحروب وطرد العدوّ لنا، وأجد نفسي اليوم في ظروف قاسية، فأنا أهيم على وجهي صحبة عائلتي مُشرّدا مقهورا، لا وطن ولا سكن ولا أجوار، نبحث عن وطن جديد يحضننا. ونُسلّي أنفسنا بسرد حكايتنا، فها هي الطفلة الفلسطينيّة "ليلى غسّان" تُحدث رفيقتها بالقسم "عن فلسطين، عن أبيها الذي طرده المحتلّون من غزّة وهي رضيعة، عن أتعاب الرّحيل من قطر إلى قطر حتّى حلّت عائلتها بتونس".
- تسرق الحرب طفولتي، وتحرمني من أبسط حقوقي، وتجعلني أكبر بسرعة مفرطة، فلا وقت لدينا للعب والتسلية مثلا، ولم تعد بنا حاجة إلى الدّمى، بل ربّما نحن لم نعرف هذه الألعاب أبدا. يقول الشاعر "هارون هاشم رشيد" مثلا، وهو يصف معاناة الطفولة في فلسطين.
"أطفال في عمر الأزهار ما عرفوا *** لهو الصغار ولا أغراهم اللعب"
- تُوجّه الحروب اهتماماتنا أيضا، وتُصغّر أهدافنا، فأنا مثلا لا أحلم مثلما يحلم غيري من الأطفال، ولا أجعل النجاح والعمل مأملا وغاية، لأنّ السعادة غالبا ما تقتصر بالنسبة إليّ في إعلان وقف إطلاق النار، أو في عودة التيار الكهربائيّ والغاز، أو في أنّي "لم أعد مكرهة على ذلك العمل المضني لجلب الماء في عُلب البلاستيك صحبة أخي مصطفى من مصنع مهجور على عربة نجرّها بجهد جهيد".
- قد يُسلّط الفقر الجائر عليّ أصنافا من الظّلم المادي والمعنويّ، وقد يُحمّلني أيضا مسؤوليات تفوق ما يسمح به سنّي. فهو عادة ما يقتلعني من مقاعد الدراسة، ويسلبني سعادة النجاح والتفوّق، بل كثيرا ما يدفعني إلى مصارعة الحياة في سنّ مبكّرة. وصبيّ الدّكان واحد مثلي، فها هو يسترجع خطواته الأولى في مجابهة الفقر حين يقول "لم أوفّق للعمل في ورش البناء، فرُحتُ أتجوّل في الأسواق وأعرض نفسي على كلّ صاحب دكّان إلى أن استوقفني هذا المعلّم".
- أنا طفل آخر يُغلّف اليُتم حياتي بغيمة قاتمة الملامح، أّنظر من خلالها إلى العالم بحزن ورهبة. فلا عائلة استظلّ بظلّها ولا أهل آنسُ بمودّتهم، لذلك يُلازمني الشعور بالوحدة والانعزال. وقد لا يكون الموت سببا دائما في هذا اليُتم إذ أنّ عائلة "أدريان" مثلا، يُصوّب أفرادها إلى وجهات مختلفة ولا يكادون يلتقّون إلاّ في بعض المناسبات حتى ضاق بذلك "أدريان"، وأصبح يبحث عن أسباب السعادة بعيدا عن أسرته. فهو يقول "لولا كاشودا لكنتُ أشعر بالوحدة المطلقة في هذا العالم".
- تُعوقني بعض الأمراض، وتُقيّدني بعض العاهات، وقد تمنعني من مشاركة الأطفال جميع ألعابهم، فأكون في أحيان كثيرة مراقبا لهم، وهو ما يُثير حزني وألمي، وقد تتضاعف هذه المشاعر حين ألمس معاملة خاصّة لي، فيها شفقة أو سخريّة أو استنقاص، وقد تنطوي على احتراز وخوف. ومثال ذلك أنّ إحدى الأمّهات في نصّ "أصبحنا نحب أتشان"، نبّهتُ الأطفال إلى ما يعانيه "أتشان" من نقص بقولها "إنّ أتشان ولد معاق، وينبغي أن تنتبهوا عند اللعب معه، فإن أصابه مكروه فإنّكم تتحمّلون المسؤولية جميعا".
- ينتهك الكهل طفولتي، ويستغلّ يُتمي وفقري وتشرّدي، فيختطفني ويبيعني ويشتريني مثل السلع، ويستعملني أداة لتحصيل المال والثروة، غير عابئ بإنسانيّتي ومعاناتي. ففي "جهة الشرق" مثلا "يطوف على الأولياء أناس لا ضمائر لهم ويُوهمونهم بأنّ أبنائهم سينالون بفضل الخدمات التي يقدّمونها فرصة ليعيشوا حياة طيّبة في أوروبا".
- تُكبّلني بعض العادات والتقاليد البالية، وتقسو على جسمي الصغير أحيانا، وتُشبعني بمشاعر الخوف والفزع والرّهبة، بدل أن تُضفي على حياتي البهجة والفرح، ففي المجتمع الإفريقي، تراني أخضع لامتحان الشجاعة عندما أبلغ "سنّ الدخول إلى الرابطة"، ولكنّه امتحان قاس عنيف، فأثناءه "لا أحد يجرؤ على أن يرفع رأسه، بل يُفضّل كلّ منّا أن يُختبئ كليّا في التراب"، أمّا في النيبال فتسرق المعتقدات من القصور "سجينة ألوهيّتها حتى تبلغ الثانية عشرة من عمرها أو الثالثة عشرة".
2) أهميّة التواصل والتضامن بين أطفال العالم:
أتأمّل حياتي وحياة غيري من الأطفال" فأجدها تتلوّن وتختلف حسب البيئة التي نعيش فيها" وأرى أن هذا الاختلاف يُقوّي حاجتنا إلى التواصل والتعارف، ويُحقّق لنا أهدافنا ومنافع متعدّدة. فأنا مثلا:
- أتصفّح بعض المواقع في الأنترنت التي تُصّور اختلاف أّنماط العيش بين الأطفال في العالم، فيُثير الأمر استغرابي وتعجّبي، وأجد نفسي مدفوعا أكثر إلى مزيد التطلّع والإبحار، فيهزّني الفضول لمعرفة عوالم جديدة وعادات وتقاليد قد تختلف كلّ الاختلاف عمّا أعيشه، ولعلّ هذا ما أثارته في نفسي تلك الطفلة التي تترّبع على عرش الألوهيّة في النيبال، أو الطفلة كاري وهي تُحدّثنا عن العادات والتقاليد الغربيّة في لابونيا وعن طريقة العيش هناك.
- قد يُمكّنني ذلك أيضا من التعرّف على بعض الأطفال من أجناس مختلفة، ويُسهم في نشوء صداقات تتوثّق عراها تدريجيّا عبر ما نتبادله من حورا مثمر يعالج ما نعيشه في حياتنا اليوميّة، وما يكتنفها من مسرّات وأشجان، وهو ما يُقرّب المسافات بيننا، وقد يدفعنا إلى تنظيم اللقاءات وتبادل الزيارات، وهذا ما وقع بين عدد من الأطفال الفرنسيين وأطفال المايا في نصّ "تقريب المسافات".
- أشعر بالسعادة والاستمتاع كلّما أكتشف صديقا جديدا، وأسعى في كلّ مرّة إلى مدّه بعدد من الرسائل الالكترونيّة التي تتضّمن صورا ورسوما ومعلومات عن وطني، وأُعرّفه من خلالها أيضا بحياة الأطفال في بلدتي، وأُضمّنها مشاهد من ألعابنا وعلاقاتنا وأعيادنا ومناسباتنا.
- أتلقّى من جهة أخرى عدّة رسائل تُصوّر مظاهر من معاناة الطفولة في مناطق مختلفة من العالمّ من الفقر والجوع والحرب والحرمان والاستغلالّ وأرى ما تتردّى فيه بعض المدن والقرى من بؤس وشقاء، فأشعر بالقناعة والرّضىّ وأمتنّ لأسرتي لرعايتها لي وتضحياتها من أجلي، وأعي بقيمة ما حبتني به بلدتي من أمن واستقرار وألفة وخير، وأسعى إلى أن أكون أهلا لكلّ ذلك.
- تُثير فيّ هذه الصّور مشاعر التعاطف، وتُقوّي فيّ روح الإخاء والتحابب، وتحثّني على التضامن مع أطفال العالم. ولعلّ أوّل ضرب من ضروب هذا التضامن، أن أسعى إلى مُصادقتهم والتعامل معهم بكلّ رحمة وشفقة، وأن أمدّ لهم يد العون كلّما سنحت لي الفرصة. ومن أجل ذلك كانت الفتاة الفلسطينيّة اللاجئة ليلى غسّان في حياة الطفلة التونسية شرود "رفيقة وصديقة تصحبها في ذهابها ورجوعها من المدرسة" ومن أجل ذلك أيضا احتضن أدريان الطفلة تانيا في بيته أثناء هروبها من براثن مختطفيها.
- أسعى أيضا إلى نشر صور هذه الفئات المحرومة عبر شبكة الأنترنت، وأعمل على التعريف بمشاغلهم وظروفهم في فضائي المدرسيّ أو الاجتماعيّ، حتّى أُقرّبهم إلى حياة بقيّة الأطفال الذين قد لا يفهمون سبب تعرّضهم لهذه الأخطار، وتردّيهم في هذه الأوضاع، أو الذين قد يشعرون أحيانا بالترفّع والتعالي عليهم، والاشمئزاز من ظروفهم. وهذا السبب هو الذي دفع الصحفيّ الفرنسي إلى التقاط صور في غواتيمالا وعرضها أمام جمع من الأولياء والتلاميذ بإحدى المدارس الفرنسيّة فهالتهم الصور التي شاهدوها.
- أُحاول أن أبحث عن بعض المنظمّات المهتمّة برعاية الطفولة، وبمُقاومة استغلال الطفولة، فأضمّ صوتي إلى صوتها، وأستفيد من معلوماتها وتوجيهاتها، للبحث عن حلول وقتيّة أو جذريّة تُفيد هؤلاء، وأُساعد من خلالها بعض الفئات والجهات على حلّ بعض المسائل المتّصلة بالصحّة والغذاء، أو على إنجاز بعض المشاريع التضامنيّة.
- أعترف بأنّني من خلال التواصل مع هؤلاء الأطفال، تلقّيتُ دروسا بليغة في العطاء والصّمود والنضال، وفي تحدّي الواقع الصّعب. فها هم أطفال غزّة. "يقاتلون فما كلّت سواعدهم *** يوما ولا دبّ فيها اليأس والتعب". وها هو صبيّ الدكان يتمسّك بأخلاقه وسلوكه الطيّب رغم معاناته، ويتحدّى فقره وغربته، فيعمل في دكّان المعلّم بكلّ مسؤوليّة، ويحرص على تحسين أوضاعه والارتقاء بحياته، من خلال تعلّم اللغة الأنقليزيّة "فيولد في داخله أمل جديد في إمكان التقدّم والانتقال من موقع صبيّ إلى ما هو أرقى"، وها هم أيضا أطفال "سراييفو" يدرسون وينجزون اختباراتهم فيتحصّلون على أحسن الأعداد، رغم سيل القذائف وأخطار الشّظايا.
ليست هناك تعليقات: