شرح نص الأفق الواسع - 8 أساسي - محور الثقافة والترفيه
شرح نص الأفق الواسع، أحمد أمين، السنة الثامنة أساسي - محور الثقافة والترفيه
التقديم:
الأفق الواسع نصّ سردي، للأديب والمفكّر والمؤرّخ والكاتب مصري أحمد أمين، ومأخوذ من كتابه "إلى ولدي". وهو نصّ يندرج ضمن محور الثقافة والترفيه.
أستعدّ للدرس:
بالعودة إلى المعجم اللغويّ وانطلاقا من جذر (ث، ق، ف) عن دلالات كلمة "ثقافة" نجد أنّ الثقافةُ هي العلومُ والمعارفُ والفنون التي يُطلب الحذق فيها.
لكن في المعجم دلالات أخرى لهذه الكلمة فمثلا هناك:
- الثقافةُ العَامَّةُ وهي مُجْمَلُ العُلُومِ وَالفُنُونِ وَالآدَابِ فِي إطَارِهَا العَامِّ.
- الثقافةُ الوَطَنِيَّةُ وهي مَا يُمَيِّزُهَا عَنْ غَيْرِهَا مِنَ مَعَارِفَ وَعُلُومٍ وَفُنُونٍ وَعَادَاتٍ وَتَقَالِيدَ، أيْ كُلُّ مَا هُوَ مُرْتَبِطٌ بِحَضَارَتِهَا.
- الثقافةُ الشَّعبيّةُ وهي الثَّقافة التي تميِّز الشَّعب والمجتمع الشّعبيّ وتتّصف بامتثالها للتقاليد والأشكال التنظيميَّة الأساسيَّة.
وقد رفض الكاتب في هذا النصّ أن يقتصر المتعلّم على جانب واحد من الثقافة وهو المرتبط بتخصّصه في الدراسة، بل عليه أن تكسب بعضا من ثقافة عامّة، والثقافةُ وَالطَنِيَّةُ، والثقافةُ شعبيّةُ.
الموضوع:
أهميّة الثقافة العامّة، وحتمية عدم اقتصار المتعلّم على الثقافة المرتبطة بتخصّصه.
الإجابة عن الأسئلة:
أفهم:
1- الوحدات حسب معيار التدرّج:
- من بداية النصّ إلى السطر 8 (وخجل من ثقافته):
ذكر الكاتب في هذه الوحدة الحادثة التي تعرّض لها ابنه في لندن مع جماعة من الشباب الأنجليز، وبيّن خجل هذا الابن من نفسه ومن ثقافته.
العنوان: الحادثة وأثرها على الابن.
- من السطر 9 (وأنت الآن تدرس الهندسة) إلى السطر 19 (أن تحرّر منه أنت وأمثالك):
وظّف الكاتب تلك الحادثة في هذه الوحدة، ليبيّن لابنه أن اقتصار المتعلّم على الثقافة المرتبطة بتخصّصه لا تكفي، وهو خطأ يجب عليه أن يتحرّر منه.
العنوان: واجب الفرد تجاه عقله
- من السطر 20 (إنّك إنسان قبل أن تكون مهندسا) إلى آخر النصّ:
في هذه الوحدة بنى الكاتب موقفه من تلك الحادثة ونقد من كان على شاكلة ابنه، ووصف الثقافة العامّة بغذاء العقل ودعا النّاس إلى أن يغذّوا عقولهم كما يقومون بتغذية بطونهم.
العنوان: الثقافة العامّة تغذية العقل.
2- كان ابن الكاتب الذي تحدّث عنه، يُعدّ نفسه لنيل الدكتوراه في الهندسة في إنجلترا، ورغم علمه وتفوّقه في تخصّصه، إلاّ أنّه وقف عاجزا في إبداء رأيه في شعر عمر الخيام أمام جماعة من شبّان الأنجليز المتخصّصين مثله في الهندسة. مّما جعله يخجل من نفسه ومن ثقافته.
وهذا الخجل في رأيي ناتج عن سببين:
- الأوّل: أنّ الشبّان الانجليز كانوا مثقفين أكثر منه، مع أنّهم متخصّصون مثله في الهندسة، وتخصّصهم لم يمنعهم من أن تكون لهم ثقافة عامّة.
- الثاني: أنّه كان الأولى بمعرفة عمر الخيام، حيث أنّ هذا الأخير عالم فلك ورياضيات وفيلسوف وشاعر فارسي (وقيل عربي) مسلم. فكيف يعرفه الغرب وهو لا يعرف عنه شيئا.
3- القرائن التي وظّها الكاتب ليجعل من خطابه لابنه خطابا موجّها إلى كلّ المتعلّمين هي:
- وربّما لم يسمع عنه كلّ إخوانك في كليّة الهندسة، وكلّ زملائك في كليّة الطبّ والزراعة والتجارة.. وكلّ المتخصّصين في الدراسات العلميّة.
- .. عيب شنيع ألفت إليه نظرك زنظر زملائك، وأريدكم ان تتبرّؤوا منه.
- إنّكم تظنّون أنّ واجبكم.. علمكم..
- فإن كان عليكم واجب .. تقرؤونها عند تنقّلكم ..
- فإنّ تمّ هذا كلّه ظننتم انّكم أدّيتم واجبكم نحة عقولكم.
- .. أن تجهلوا .. وان تجهلوا ..
- .. ان تتحرّر منه انت وامثالك.
4- العبارات التي تبرز رفض الكاتب اقتصار ثقافة المتعلّمين على جانب واحد هي :
- إنّكم تظنّون أنّ واجبكم يُحتّم عليكم دراسة علمكم والتوسّع فيه ما أمكن وكفى.
- فإن تمّ هذا كلّه ظننتم انّكم أدّيتم واجبكم نحو عقولكم.
- ولا بأس بعد ذلك أن تجهلوا عمر الخيام، وأن تجهلوا ما يجري في العالم من شؤون اجتماعيّة وثقافة عامّة.
- وفي هذا من الخطإ ما يجب أن تتحرّر منه أنت وأمثالك.
5- لقد سوّى الكاتب بين ضرورة تغذية المعدة، وضرورة تغذية العقل، فإن كان الجسد بحاجة إلى الغذاء كي ينموَ ويَحيَا ويَقْوى على الحياةِ، فإنّ العقل الذي يتميّز به الإنسان عن سائر الكائنات الأخرى يحتاج كذلك إلى الغذاء كي ينهضَ من ظلامِ الجهل إلى فجرِ الحرَّيةِ والانعتاقِ والسَّعادةِ والارتقاءِ إلى الإنسانيَّةِ النَّبيلةِ في أسْمَى معانِيها.
وإذا كانت لذةُ الأبدانِ في أحشائِها بامتزاجِ صُنوفِ الطَّعامِ والشراب، فإنَّ لذةَ العقلِ ومتعتَه في امتزاجِ شتَّى ألوانِ الثَّقافةِ والمعرفةِ والعلومِ فيهِ.
وإن كان التاريخ لم يخلّد أمجادَ أمَّة على جُدرانِ أمعائِها وكروشِها، فإنّه سطَّر ملاحمَها الحضاريَّةَ على أروِقةِ تلافيفِ أدمغةِ علمائِها ومفكِّرِيها ومبدعِيها وفطَاحِلِها وفحولِها وعبقريِّيها في محاريبِ الفكرِ والثَّقافةِ.
6- لقد تحدّث الكاتب عن كثير من المهندسين والأطباء ونحوهم ممن لهم معرفة واسعة بمهنتهم، تجدهم أشباه عوامّ فيما عدا علومهم، فحين تسمع جدالهم أو آراءهم في غير علمهم يضحكك حديثهم كما يُضحكك حديث من لم يتثقّفوا.
وهذا هو حال كلّ من يكتفي بتخصّصه ويظنّ أنّه قام بواجبه، ونسي أنّ الثقافة هي التي ترفع من شأنه داخل مجتمعه، وهي التي تُحدّد منزلته بين الناس.
ليست هناك تعليقات: