الفقرة الحجاجية - التدريب على الإنشاء - السنة 9 أساسي
الفقرة الحجاجيّة
كيف نعبّر عن السبب؟
اقرأ الفقرات التالية ثم قف على الفوائد الواردة إثر كلّ منها لتميّز السّردي منها والوصفي والحجاجي.
الفقرة 1:
فيما كنتُ البارحة أقطع مدخل البيت... شاهدتُ على المدخل الرّخامي حمّالا وقحا مستلقيّا على قفاه وجامعا رأسه بيديه. رآني فغادر المكان في لمح البصر، لقد أخفته، توقّفتُ لحظات حتى غاب عن ناظري ثمّ أخرجتُ سيّارتي من المستودع وسرت في الطريق.
وبينما أنا أسير في اتجاه المدينة إذا بي ألتقي بالحمّال مرّة ثانية... ما كنتُ أريدُ أن أقف إلى جانبه لولا أنّ أحسستُ بثقل في مقود السيارة، كان ناتجا عن ثقب في الإطار.
اقتربتُ من الحمّال وقلتُ له مُستغلا وجوده في هجيرة ذلك النهار:
- "ساعدني على تغيير الإطار، فأّنقدك أجرا يرضيك".
نزلتُ من السيارة وأخذنا نتعاون على نزع الإطار المثقوب وتركيب الإطار السّليم.
ولمّا انتهينا تناولت من محفظتي عشر ليرات ونبرتُ بحرارة:
- "هذا أجرك".
فنظر إليّ نظرة تردّد وبعد حين قال:
- "لا، لا، شكرا. لقد نمت على بلاطك المريح وساعدتك في تغيير الإطار، واحدة بواحدة"
قال هذا وسار بخطى سريعة على قارعة الطريق.
أعدت الليرات العشر إلى محفظتي ولساني يكرّر:
- "هذا حمّال؟"
وليم الخازن
تُعتبر هذه الفقرة سرديّة للأسباب التالية:
1) لأنّها تحوي أحداثا متنوّعة مثل: أقطع – شاهدت – توقّفت – أسير – اقتربت – نتعاون – انتهينا.
2) لأنّها تحوي قرائن زمنيّة مثل: البارحة – في لمح البصر – لحظات – هجيرة النّهار – بعد حين – ثمّ – لمّا – بينما
3) لأنّها تحوي شخصيتين تنجزان أحداثا وأعمالا هما الرّاوي والحمّال.
4) لأنّها تحوي إطارا مكانيّا تجري فيه الأحداث.
الفقرة 2:
في المدينة العتيقة عدّة أشياء لفتت أنظاري فأحببتها، فهناك الأسواق ذات الشاعريّة العتيقة، وهناك الأزقّة الحقيرة حقارة كلّها جمال ورقّة ولين، تلك الأزقّة الملتوية كأنّها الثعابين وقد تجمّدت تشاهد بها الأسلوب المعماري الإيطالي بزخارفه البديعة ومحسّناته اللطيفة تحاذي الأبواب الخشبيّة الثقيلة ذات الطّابع الإسلامي والصّور المنقوشة على النّحاس. أمّا الجدران فقد كستها تصاوير من الخزف قد أتى الدّهن على ألوانها علتها شبابيك من حديد تشهد ببراعة صانعها ورقيّ ذوقه وإخلاصه لفنّه.
آسية جبار
تعريب صالح القرمادي
تُعتبر هذه الفقرة وصفية للأسباب التالية:
1) لأنها خالية من الأحداث (تقريبا).
2) لأنّها تحوي موضوعا وصفيّا هو المدينة، وقد تفرّع إلى عناصر وصفيّة هي الأسواق والأزقّة والأبواب والجدران والشّبابيك.
3) لأنّها تحوي وسائل لغويّة وصفيّة مثل النّعوت (الملتوية اللطيفة...) والتّشابيه (كأنّها الثعابين...) والمجازات المختلفة مثل (حقارة كلّها جمال ورقّة)...
الفقرة 3:
رأيتُ البعض يزدري المعلّم ويترفّع على مهنة المعلّمين والحق أنّ هؤلاء مخطئون كلّ الخطأ.
في رأيي أنّ مهنة التعليم أشرف المهن على الإطلاق لأنها أبعدها عن الأنانيّة وأشدّها إنكارا للذات، ألا ترى أنّ الأجيال تمرّ تحت نظر المعلّم فينشأ منها الأطبّاء والمهندسون والأدباء والمفكّرون الذين يقتحمون الحياة يحاربون بالسّلاح الذي وضعه في أيديهم ذلك البطل المجهول، أمّا هم فأسماء برّاقة في شتّى آفاق الحياة وأمّا هو فلا يزال ينشئ أجيالا جديدة واسمه مغمور.
إذن فحسب المعلّمين فخرا وجزاء وشرفا أنّ العالم صنيع أيديهم.
عن خليل تقي الدين
تُعتبر هذه الفقرة حجاجيّة للأسباب التالية:
1) لأنّ بها فكرة يُدافع عنها الكاتب تُسمّى أطروحة وهي: أنّ التعليم مهنة شريفة.
2) لأنّ بها فكرة يسعى الكاتب إلى دحضها وهي "احتقار مهنة التّعليم".
3) لأنّ بها حجّة يدعّم بها الكاتب أطروحته وهي "الإيثار والتضحية" وجاءت الحجّة مشفوعة بمثال من الواقع.
4) لأنّ بها استنتاجا (أو حكما) مفاده أنّ التعليم أساس التقدّم.
فوائد:
1- الفقرة الحجاجيّة:
هي نصّ قصير يتكوّن من فكرة وحجّة تُدعّم الفكرة ومثال يُجسّم تلك الحجّة ويُقوّيها واستنتاج يقع الانتهاء إليه.
فكرة ---> حجّة --> مثال --> نتيجة.
2- الفكرة:
يُقصد بها رأي في موضوع ما أو وجهة نظر او موقف وعندما تكون الفكرة موسّعة ومتفرّعة تًسمّى أطروحة.
3- الحجّة:
هي كلّ دليل يستعمله المتكلّم ليثبت صحّة فكرته او خطأ فكرة غيره، ويكون هذا الدليل مستمدّا من التجربة الشخصيّة أو من تجارب الآخرين أو من إحصاءات عمليّ’ او من أقوال مأثورة أو غيرها.
4- المثال:
هو العيّنة من التجارب الحيّة التي يقع استحضارها لدعم الحجّة التي يستشهد بها المتكلّم.
5- النتيجة:
هي خاتمة الفقرة التي يقع انتهاء إليها ويعبّر فيها عن الموقف النهائي من موضوع ما أو الحكم الذي سيتّخذ في شأنه.
ليست هناك تعليقات: