مكونات النص الحجاجي وتنظيمه - التدريب على الإنشاء - السنة 9 أساسي
مكوّنات النصّ الحجاجي وتنظيمه
كيف نعبّر عن السبب؟
* اقرأ النص التالي ثمّ قف عند الفوائد الواردة إثره:
كثيرون هم الذين يرون الشباب فترة من العمر تقترن بالطّيش والتمرّد واللّهو والفساد، وخمول الهمّة وقلّة الإقبال على العمل، وينادون بضرورة التصدّي للشبّان والتشدّد في مراقبتهم صيانة للأخلاق ودفاعا عن المجتمع.
إنّ الذين ينظرون إلى الشباب هذه النظرة مخطئون كل الخطأ، لأنّ الشباب هو الدّور الذي تستكمل فيه الحياة البشريّة جميع معدّاتها ومقوّماتها من ذخائر جسديّة وروحانيّة فاللحم والدم يزخران بالحرارة والحركة والعقل ثورة على كل حال مجهول والخيال نشيط وثّاب والقلب متعطّش إلى الحب والعدل والحريّة والإرادة صلبة قحّامة والإيمان بقدرة النفس على مغالبة الصّعاب قويّ وطيد، ولولا هذه الصّفات التي تميّز الشباب لما جرى مركب في بحر ولا دار دولاب في برّ ولا انطلق جناح في الفضاء. ونحن اليوم في دنيا العرب أحوج ما نكون إلى شباب يجرؤ على أن يشكّ ويتساءل وينقد، ثمّ إنّ الشباب هو الثّروة التي أين منها ذهبنا الأسود والأصفر وكل ما تنتجه الأرض. حرّي بنا إذن أن نستثمر هذه الثروة إلى أقصى حدّ ولا نقضي عليها بما نفرضه من قيود فنطلق للشباب حريّة القول وحريّة العمل.
عن ميخائيل نعيمة
لاحظ 1:
يتكوّن النصّ من ثلاثة مكوّنات.
- 1) الأطروحة المراد دحضها (الفقرة الأولى):
- (الشباب فترة فساد تستوجب التصدّي).
- 2) سيرورة الحجاج أي الحجج المقدّمة لدحض الأطروحة المذكورة (الفقرة الثانية):
- (في فترة الشباب يستكمل الإنسان مقوّماته الجسديّة والرّوحيّة).
- (التقدّم والإبداع كانا دوما مقترنين بفترة الشّباب).
- (تخلّف المجتمع العربي يقتضي التمرّد على الأوضاع السائدة وهذا لا يقدر عليه إلاّ الشباب):
- (الشباب أغلى ثروة نملكها).
- 3) الأطروحة المدافع عنها (الفقرة الثالثة).
- (ضرورة احترام الشباب وتمكينه من كلّ الحريّات).
لاحظ 2:
- في هذا النصّ وردت الأطروحة المراد دحضها في البداية، والأطروحة المدافع عنها في النهاية، وقد نجد في نصوص حجاجيّة أخرى عكس هذا الأمر.
- سَيرورة الحجاج في هذا النصّ تتوسّط الأطروحتين لكنّها قد تردّ في غير هذا المحلّ في نصوص أخرى.
- أورد الكاتب أربع حجج لدحض أطروحة الخصوم لكن عدد الحجج يختلف من نصّ إلى آخر.
فوائد:
1- مكوّنات النصّ الحجاجي:
النصّ الحجاجي هو نصّ يتكوّن عادة من أطروحتين مُتقابلتين واحدة يُراد الدّفاع عنها وثانية يُراد دحضها، ومن سيرورة حجاجيّة ونتيجة يقع الانتهاء إليها بعد عمليّة الحجاج.
- أ- الأطروحة المدافع عنها: هي الأطروحة التي يتبنّاها الكاتب أو من يماثله في الرّأي ويؤتى لها بحجج قويّة للإقناع بها.
- ب- الأطروحة المراد دحضها: هي الأطروحة التي يعمل الكاتب أو من يماثله في الرّأي على الكشف عن عيوبها وعدم صلاحيتها.
- ج- السَيرورة الحجاجيّة: هي مجموعة الحجج التي يستشهد بها كلّ طرف ليدعّم أطروحته وتكون متدرّجة وفق نظام يختاره كاتب المقالة.
- د- النتيجة: هي الحكم الذي يصدره الكاتب في الموضوع بعد الفراغ من عمليّة الحجاج.
2- تنظيم النصّ الحجاجي:
طرائق تنظيم النصّ الحجاجي متعدّدة، إذ يختار كلّ محاجّ الخطّة التي يراها أكثر إقناعا من غيرها.
- أ- عادة ما ترد الأطروحة المراد دحضها في أوّل النصّ وترد مختصرة، ثمّ تليها السَيرورة الحجاجيّة، فالأطروحة المراد الدفاع عنها فالنتيجة.
- ب- قد ترد الأطروحة المراد الدفاع عنها في أوّل النصّ، تليها الأطروحة المراد دحضها، فالسيرورة الحجاجيّة فالنتيجة.
- ج- قد ترد الأطروحة المراد دحضها أوّلا، فالأطروحة المراد الدفاع عنها ثانيا، فالسيرورة الحجاجية فالنتيجة.
- د- قد ترد الأطروحة المراد الدفاع عنها ضمن الخاتمة التي تحوي النتيجة.
- ه- قد ترد إحدى الأطروحتين ورودا ضمنيّا فلا يصُرّح بها الكاتب تصريحا واضحا.
- و- تنظّم الحجج في السيرورة الحجاجيّة حسب نظام معيّن. فقد يبدأ المحاجّ حجاجه بالحجّة الأقوى حتى يصل إلى الحجّة الأضعف وقد يقوم بعكس هذا.
ملاحظة:
هناك من يشبّه بناء النصّ الحجاجيّ ببناء النص السردي على هذا النحو:
النصّ السردي:
وضع البداية --> سياق التحوّل --> وضع الختام
(إطاران زماني/مكاني) (أحداث وعقدة) (انفراج ونهاية من نوع معيّن)
النصّ الحجاجي:
أطروحة 1 --> سيرورة حجاج1 --> أطروحة 2 (نتيجة)
(دحض رأي مخالف) (حجج متنوّعة متدرّجة) (الإقناع بأطروحة 2 وحكم)
ليست هناك تعليقات: